في ليلة استثنائية عاشتها كرة القدم العالمية، خطفت جزيرة كوراساو الكاريبية الأضواء بعد أن حققت إنجازًا غير مسبوق، لتُصبح أصغر دولة في تاريخ اللعبة تتأهل إلى نهائيات كأس العالم.
المنتخب صاحب 150 ألف نسمة فقط عاد من كينغستون بالتعادل الثمين (0-0) أمام منتخب جامايكا، ليكتب سطرًا جديدًا في رواية المستحيل الجميل.
الصور القادمة من الملعب الوطني في جامايكا كانت أبلغ من أي تعليق: لاعبون يجهشون بالبكاء، جماهير تحتفل وكأن الجزيرة بأكملها اهتزت تحت وقع هذا الحلم الذي تحول إلى حقيقة.
بهذا التأهل، حطمت كوراساو الرقم القياسي السابق الذي ظلّ بحوزة آيسلندا (حوالي 350 ألف نسمة).
وتحوّل المنتخب الكاريبي إلى حديث وسائل الإعلام العالمية، بعدما برهن أن كرة القدم لا تعترف بحجم الدول ولا بعدد السكان، بل بروح الإصرار والتخطيط والقتالية.
ليلة التأهل لم تكن مجيدة لكوراساو فقط؛ فقد ضمنت كل من بنما وهايتي أيضًا عبورها إلى المونديال، لكن العيون ظلّت معلّقة على الجزيرة الصغيرة التي سرقت الأضواء بأكملها.
النسخة الـ23 من كأس العالم، والتي ستُقام صيف السنة المقبلة، تُعد واحدة من أكثر النسخ فرادة في تاريخ البطولة.
فالمنافسات ستُجرى في ثلاث دول لأول مرة:
الولايات المتحدة، المكسيك، وكندا، عبر 16 مدينة تستعد لحدث استثنائي.
وتُعد هذه الدورة أيضًا الأولى التي تشهد مشاركة 48 منتخبًا بدل 32، بعد قرار الفيفا سنة 2017 بتوسيع البطولة بحثًا عن تنوع أكبر وفرص أوسع للدول الصاعدة.
كما سيحتضن التراب الأميركي المراحل الحاسمة:
ربع النهائي، نصف النهائي، والنهائي، في ملاعب عملاقة تتأهب لواحدة من أضخم النسخ تنظيمًا وتغطية وإثارة.
قصة كوراساو ليست مجرد تأهل، بل ملحمة رياضية تُعيد التذكير بجوهر كرة القدم:
اللعبة التي تمنح الصغار فرصة إسقاط الكبار، وتمنح الشعوب الصغيرة صوتًا عالميًا، وتؤكد أن المستحيل لا مكان له على المستطيل الأخضر.
إنه درس يمكن أن يلهم المنتخبات العربية—وبالأخص المنتخب المغربي—في سعيه للاستمرار في كتابة تاريخ جديد في الملاعب العالمية، على خطى إنجازاته الأخيرة.
19/11/2025











