تمكن حزب الأصالة والمعاصرة من ترسيخ هيمنته على أجهزة مجموعة “تمودا باي” للتعاون والتنمية في عمالة المضيق الفنيدق، بعد سيطرته الكاملة على مكاتب التسيير للمؤسسة البين جماعية التي تضم خمس جماعات ساحلية. وجاءت هذه الخطوة بعد أيام قليلة من انتخاب محمد العربي المرابط، عن الحزب ذاته، رئيسا لجماعة مرتيل خلفا لمراد أمنيول، ما عزز حضور الحزب في مفاصل القرار المحلي وأعاد إليه منصبا رمزيًا واستراتيجيًا في أكبر جماعات الإقليم من حيث الكثافة والوزن السياسي.
وضمت التشكيلة الجديدة للمجموعة منتخبين من الحزب في جميع مواقع المسؤولية، حيث تولت سعيدة ادكوج رئاسة المجموعة، بينما شغل أحمد حلحول ومحمد جنياح ورفيعة البيطار مناصب نواب الرئيس، وعمر بطيوي الكتابة، وطه الديبوني نائبا له، ما منح الحزب السيطرة على توجيه البرامج المشتركة وتوزيع الاعتمادات المالية وتنسيق التدخلات التقنية، محولا المؤسسة إلى ما يشبه دائرة نفوذ مغلقة لحزب واحد.
وتكشف هذه الهيمنة عن مفارقة سياسية بين المشهد الوطني القائم على تحالف ثلاثي متوازن في الحكومة وبين الواقع الترابي الذي يهيمن فيه حزب الأصالة والمعاصرة على المسار التنفيذي. ويثير هذا الاستفراد تساؤلات حول قدرة الأغلبية على ضمان مشاركة فعالة وموسعة في المشاريع التنموية، لا سيما في منطقة تعاني ضغطا عمرانيا وتحديات سياحية تتطلب توافقا سياسيا وتشاركا حقيقيا بين جميع مكونات الحكم المحلي.
21/11/2025
