أكد مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أن المغرب يعيش مرحلة تسبق الاستحقاقات الانتخابية، تتسم عادة بتصاعد الرهانات السياسية ومحاولات التأثير على النقاش العمومي. وأوضح، خلال لقاء “نقاش الأحرار” بمدينة فاس، أن الانتخابات الحالية تختلف عن السابقة لأسباب وصفها بالموضوعية، مشدداً على ضرورة أن يبقى التدافع السياسي قائماً على تقييم واقعي لأداء الحكومة، بعيداً عن تحميلها مسؤولية تراكمات تاريخية طويلة.
وأشار بايتاس إلى أن الممارسة السياسية في المغرب محددة وواضحة، بدءاً بتنظيم الانتخابات، وصولاً إلى تشكيل الأغلبية الحكومية ووضع البرنامج الحكومي الذي يُعتبر الوثيقة المرجعية للمحاسبة. وأكد أن هذه المنهجية كانت حاضرة في ولايات سابقة، حيث كان النواب يذكرون الوزراء بما التزموا به، في حين غاب هذا المنطق خلال الولاية الحالية، إذ لم يعد هناك اهتمام بمناقشة البرنامج الحكومي كأساس لتقييم الأداء، حسب قوله.
وأوضح المسؤول الحكومي أن الحكومة الحالية أطلقت إصلاحات لم تكن موجودة من قبل، مثل تعميم التغطية الصحية الإجبارية، وإطلاق نظام الدعم الاجتماعي المباشر، والرفع الكبير في ميزانيات الصحة والتعليم لتصل إلى نحو 140 مليار درهم، بالإضافة إلى أكبر التزامات مالية في الحوار الاجتماعي بقيمة إجمالية تقارب 47 مليار درهم. واعتبر بايتاس أن تحميل الحكومة مسؤولية كل التحديات الاقتصادية والتراكمات التاريخية غير واقعي، مؤكداً أن معالجة الإشكالات العميقة تحتاج إلى مسار طويل، وأن النقاش العمومي يجب أن يركز على ما تحقق فعلياً وفق البرنامج الحكومي، لضمان نقاش هادئ ومسؤول.
25/11/2025











