لا حديث هذه الأيام في الهند والعالم إلا عن الزفاف الأسطوري الذي جمع بين نيترا منتينا وفامسي غاديراجو، والذي حاول أن ينتزع لنفسه لقب «عرس السنة» بميزانية فاقت الخيال وصلت إلى 34 مليون يورو، وحضور أسماء عالمية مثل جينيفر لوبيز ودونالد ترامب جونيور. حفلات الزفاف الهندية معروفة بطقوسها الغنية وألوانها الزاهية، حتى لدى العائلات المتواضعة، فكيف بالأحرى حين يتعلق الأمر بعائلتين من أثرى العائلات الهندية؟ هذا ما جعل الاحتفال يتحول إلى عرض عالمي يتابعه الإعلام الدولي لحظة بلحظة.
العروس نيترا منتينا هي ابنة رجل الأعمال راما راجو منتينا، مؤسس شركة «إنجينوس فارماسوتيكالز» التي تطور أدوية جنسية وتوزعها عبر الهند وأوروبا والولايات المتحدة. وقد اختارت نيترا أن تتبع مسار والدها العلمي فأصبحت دكتورة في الصيدلة، خصوصاً بعدما اشتهرت شركته بإطلاق جيل جديد من الإستروجينات المركبة لمعالجة أعراض سن اليأس ومضاعفات استئصال الرحم. أما العريس فامسي غاديراجو فهو شاب هندي أمريكي أسس شركة «سوبر أوردر» مباشرة بعد تخرّجه من جامعة كولومبيا. وتستخدم أكثر من ألف مطعم أمريكي خدمات منصته التي تبسط المعاملات الرقمية بين الزبائن والمطاعم، وقد نجح بمعية شريكه راغاف بوددار في دخول قائمة «فوربس 30 تحت 30» في فئة الطعام والشراب.
ورغم غياب التفاصيل حول كيفية تعارفهما، فإن العلاقة انتقلت إلى مستوى رسمي سنة 2024 حين خضعا لطقس «الخيط المقدس»، الذي يمثل خطوة روحية للبلوغ والنضج قبل الزواج بحضور العائلتين والمجتمع. وبعد مرور عام، انطلقت احتفالات العرس عبر محطات متعددة استمرت عدة أيام. البداية كانت من ليلة «السَنْغيت» التي تعني «الغناء معاً»، وهي سهرة احتفالية ضخمة شاركت فيها نجوم بوليوود اللامعة مثل شاهيد كابور، رانفير سينغ، جانهفي كابور، كريتي سانون وفارون دوان، في أجواء أشبه باستعراض موسيقي عالمي، بملابس براقة وحماس جماهيري كبير.
وفي اليوم نفسه نُظّم حفل «المهندي»، حيث تُرسم نقوش الحناء للعروس وقريباتها، وقد احتضنه فندق «تاج ليك بالاس» الأسطوري القابع وسط بحيرة بيشولا بمدينة أودايبور، وهو قصر بُني سنة 1746 ويضم عشرات الأجنحة الفاخرة. كما شهد المكان نفسه طقس «الهالدي» الذي يُدهن فيه العروس والعريس بالزعفران المخلوط بالماء والزيوت لطرد الطاقة السلبية وجلب البركة. ويرتدي الجميع اللون الأصفر المميز لهذا الطقس، في أجواء مفعمة بالروحانية والبهجة.
أما عقد القران الرسمي فقد جرى في «جاغمندير آيلاند بالاس»، أحد أكثر الأماكن رغبة لدى الأثرياء لإقامة حفلات الزواج، وهو قصر تاريخي على جزيرة لا يمكن الوصول إليها إلا بالقارب. وبعد الزفاف، انتقل المدعوون إلى حفل الاستقبال في فندق «ليلا بالاس» المطل على البحيرة ذاتها، حيث أبهرت جينيفر لوبيز الحاضرين بأداء غنائي وعروض راقصة، مرتدية بزة فضية لامعة قبل أن تغيّرها لاحقاً إلى ساري مرصّع يتماشى مع اللمسة الهندية دون التخلي عن الطابع الغربي.
التقديرات المتداولة في الصحافة الهندية تشير إلى أن التكلفة المباشرة للاحتفالات والضيوف والنجوم المشاركين بلغت 7 ملايين يورو، بينما تُرجّح مجلة «خوش ويدينغ» أن الرقم النهائي، بعد احتساب الأيام المتعددة والتنقلات والضيافة والأنشطة المرافقة، قد وصل إلى نحو 34 مليون يورو. ويُعتقد أن ثروة والد العروس قد تتجاوز بكثير الأرقام الرسمية المتداولة التي تقدّر بـ17 مليون يورو، نظراً لتوزع استثماراته على عدة دول، فيما تتراوح قيمة شركة العريس بين 15 و21 مليون يورو. لذلك لم يكن غريباً أن يكون الزفاف في مستوى ثروتي العائلتين وبذخهما.
وبينما استغرب كثيرون ضخامته، تحوّل العرس إلى حديث القارة الآسيوية ووسائل الإعلام العالمية، ليختتم الزوجان أيام الاحتفال بعرس لا يشبه إلا نفسه، ويؤكد مرة أخرى أن الثراء عندما يمتزج بالتراث الهندي يُنتج عروضاً لا يمكن للعالم إلا أن يتوقف لمشاهدتها.
25/11/2025











