kawalisrif@hotmail.com

الناظور-الحسيمة :     قناة إسبانية تعيد اكتشاف “أندلسيي المغرب” :    برنامج “كنال سور” يوثّق جسور التسامح والاندماج في الريف

الناظور-الحسيمة : قناة إسبانية تعيد اكتشاف “أندلسيي المغرب” :    برنامج “كنال سور” يوثّق جسور التسامح والاندماج في الريف

في خطوة إعلامية لافتة، أعادت قناة “قنال سور” (Canal Sur) الأندلسية، من خلال برنامجها الشهير “الأندلسيون حول العالم” (Andalucía x el mundo)، تسليط الضوء على الوجود الأندلسي المعاصر في شمال المغرب. وتجاوزت الحلقة حدود التوثيق الاعتيادي، لتقدّم صورة حية عن نجاح وتأقلم الأندلسيين في مدينتي الحسيمة والناظور، مؤكدةً عمق الروابط الإنسانية والثقافية التي تجمع الضفتين.

ويأتي هذا الاهتمام في سياق يبرز دور الإعلام كأداة لتعزيز التفاهم الثقافي بين المغرب وإسبانيا، حيث ركزت الصحفية لوسيا تورنيرو على استعراض قصص أندلسيين اختاروا منطقة الريف موطناً جديداً لهم.

وجود جالية إسبانية، أغلبها من الأندلس، في المدن الشمالية للمغرب ليس أمراً حديثاً، بل هو امتداد تاريخي لتدفقات بشرية وحضارية تعود إلى قرون، لا سيما مع هجرة الموريسكيين. وما يميز التغطية الحالية هو تركيزها على الجوانب المعاصرة لهذا التداخل:

– جسر التعليم والثقافة: تم تسليط الضوء على دور الأندلسيين في قطاع التعليم، حيث التقت الصحفية بالأستاذ ماوريثيو غونزاليس في المعهد الإسباني بالحسيمة، والذي يشكل مركزاً حيوياً للتبادل الثقافي وموئلاً لآلاف الطلاب المغاربة الراغبين في دراسة اللغة والثقافة الإسبانية.

– التسامح الديني كنموذج: قدمت الحلقة مشهداً فريداً للتعايش عبر زيارة كنيسة القديس يوسف مع الكاهن الأندلسي مانويل كانوفاس، ما يعكس انفتاح المجتمع المغربي على مختلف المكونات واحترام التعددية الدينية.

وثّقت الكاميرا الإسبانية تنوع المسارات المهنية للأندلسيين المندمجين في النسيج الاقتصادي والاجتماعي بشمال المغرب:

– القطاع السياحي: تم تسليط الضوء على تجربة أندريس نييتو، مدير فندق في الحسيمة، الذي قاد جولات في الميناء الترفيهي وشاطئ الصفيحة، مؤكداً جاذبية المنطقة السياحية وجودة الخدمات التي يقدمها المغتربون.

– ريادة الأعمال والصناعة: في الناظور، تم تقديم نموذج فرانسيسكو توريس الذي يدير شركة لتصنيع المطابخ بنجاح، ما يعكس مساهمة الجالية في الحركة الاقتصادية المحلية.

– الحياة اليومية: رصد البرنامج أيضاً قصصاً تركز على الاندماج الاجتماعي العميق، مثل زيارة الأسواق التقليدية وتجربة الأطعمة المغربية، ما يدل على تفاعل الأندلسيين الحقيقي مع ثقافة الريف وتقاليده.

تسهم هذه التغطية الإعلامية الإسبانية، التي تقدّم المغرب كفضاء هادئ وجاذب للاستقرار والعمل، في تقديم صورة إيجابية عن المملكة كوجهة آمنة ومنفتحة، وتعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على المستوى الشعبي والثقافي والإنساني.

26/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts