رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على انطلاق الموسم الدراسي واقتراب منتصفه، لا تزال دار الطالبة بجماعة كتامة ، إقليم الحسيمة، مغلقة، في مشهد أثار غضب واستياء أولياء الأمور والتلاميذ على حد سواء.
المثير للسخرية والألم في الوقت نفسه، أن الجمعية المشرفة على تسيير الدار، جمعية النور، تستمر في تلقي الدعم المالي السخي من جماعة كتامة، والمجلس الإقليمي بالحسيمة، والتعاون الوطني، دون تقديم أي تفسير يبرر هذا التعثر المخيف والمستمر.
الغريب والمريب في آن واحد أن الجمعية لم تُؤسس أصلاً بتراب جماعة كتامة، بل في جماعة مجاورة تُعرف باسم “عبد الغاية سواحل” ، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول جدوى هذه الترتيبات وإمكانية إدارتها لمشروع حيوي يفترض أن يكون ملاذًا للتلاميذ. دار الطالبة، المفترض أن تكون وسيلة لمحاربة الهدر المدرسي وتسهيل متابعة التلاميذ من المناطق النائية في المستويات الإعدادية والثانوية، تحولت إلى رمز للفشل الإداري والفساد المحتمل.
الغموض حول الجمعية يزداد عمقًا، إذ تحوم حول جمعية النور العديد من الشبهات، وتشير مصادر مطلعة إلى أن نشاطها يخدم أجندة سياسية خفية، بعيدًا عن الأهداف التعليمية والاجتماعية المعلنة. الجمعية، التي يفترض أن تكون ملاذًا للتلاميذ، أصبحت اليوم محط جدل واسع، في وقت تُسير فيه أسطولًا من سيارات النقل المدرسي لا تصل إلى التلاميذ المحتاجين، كما لو كان الدعم المالي يُستغل لأغراض أخرى بعيدة عن التعليم.
التساؤلات تتزايد حول مسؤولية جماعة كتامة والمجلس الإقليمي والتعاون الوطني، الذين يواصلون تمويل مشروع يبدو أنه خارج السيطرة، ويكشف إخفاقات جسيمة في التدبير المحلي للقطاع التعليمي. وبين وعود الدعم ومبالغ الدعم الطائلة، يبقى التلميذ المغربي الضحية الأولى، محرومًا من حقه في التعليم ومتابعة دراسته في ظروف تضمن له الحد الأدنى من الاستقرار والكرامة.
يبدو أن دار الطالبة بجماعة كتامة قد تحولت من مشروع اجتماعي طموح إلى فضاء للغموض والشبهات الإدارية والسياسية، فيما أولياء الأمور والتلاميذ يترقبون بقلق أن ترى هذه الدار النور بعد أشهر من الانتظار المخيّب للآمال، وسط صمت مريب من الجهات الرسمية الممولة للمشروع.
27/11/2025