التهراوي: صحة النساء والأطفال في صلب إصلاح المنظومة الصحية وبرامج القرب القروي

أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، أن تعزيز صحة النساء والأطفال، خاصة في المناطق القروية والجبلية، يمثل أولوية وطنية قصوى ضمن ورش إصلاح المنظومة الصحية وتفعيل الحماية الاجتماعية، مشيراً إلى أن الوزارة تبنت مقاربة متكاملة ترتكز على تقريب خدمات الرعاية الصحية وتحسين التكفل وضمان استمرارية العلاج. وأوضح الوزير خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين أن توسيع العرض الصحي الجامعي وتعزيز التغطية المجالية للعلاجات المتقدمة يشكلان ركيزة أساسية لتحقيق العدالة الصحية في مختلف جهات المملكة.

وأشار التهراوي إلى أن الوزارة أطلقت برنامجاً وطنياً واسعاً لإعادة تأهيل أكثر من 1400 مركز صحي حضري وقروي، خُصص نحو 65 بالمئة منها للعالم القروي، حيث تم تأهيل أو بلوغ مراحل متقدمة في تجهيز 1200 مركز تقريباً. وأوضح أن البرنامج يهدف إلى تحسين البنية التحتية وتجهيز المراكز بالمعدات الطبية الضرورية، مع التركيز على وحدات التوليد الأساسية لضمان رعاية قريبة وآمنة. كما أعلن عن تشغيل مراكز جديدة من المستوى الثاني في جماعات أيت أعتاب وواويزغت وأيت تمليل بإقليم أزيلال، مجهزة بمرافق عصرية للولادة، في تجربة نموذجية سيتم تعميمها تدريجياً. وأكد أن المنصة الوطنية لتتبع وفيات الأمهات ساعدت على التبليغ الفوري عن الحالات وتحليل أسبابها، في حين يتم دعم المناطق النائية عبر وحدات طبية متنقلة وقوافل صحية ومبادرات لمواجهة موجات البرد.

واستعرض الوزير مؤشرات إيجابية تعكس نجاعة هذه البرامج، إذ سجلت وفيات الأطفال دون الخامسة انخفاضاً بنسبة 27 بالمئة، وتراجعت وفيات الرضع بنسبة 38 بالمئة بين عامي 2011 و2018، فيما انخفضت وفيات الأمهات بنسبة 35 بالمئة بين سنتي 2009 و2016. كما أبرز تقدم مشاريع المراكز الاستشفائية الجامعية الكبرى، من بينها افتتاح مركز محمد السادس بأكادير بطاقة 867 سريراً، واقتراب استكمال بناء مستشفى العيون الجامعي بطاقة 500 سرير، ومستشفى ابن سينا الجديد بالرباط بطاقة 1044 سريراً بحلول منتصف 2026. وتابع أن مستشفيات جامعية جديدة في بني ملال وكلميم والرشيدية تشهد بدورها تقدماً ملحوظاً في الأشغال، مؤكداً أن هذه البنيات المرجعية ستسهم في تخفيف الضغط وتحقيق الإنصاف المجالي. وختم التهراوي بالتأكيد على أن الهدف الأسمى من هذه المشاريع هو جعل المستشفيات العمومية فضاءً للعلاج الكريم والفعال، كما جسد ذلك التدخل الميداني الأخير الذي تم عبر مروحية عسكرية لإنقاذ أم في وضعية حرجة بمنطقة أيت عبدي، في دليل على التزام الدولة بحماية حياة المواطنات والمواطنين في جميع أنحاء المغرب.