بعدما كانوا يعيشون الخوف والتهميش والتردد في ممارسة حياتهم في الريف ، خوفاً من رفض المجتمع لهم والتهديد ، الذي كان يتعرّض بعضهم له، أصبحوا اليوم في منطقة تؤمن حقهم بالحياة ….!
لكن شاءت الظروف أن تجري الأحداث بعيداً عن المتوقع، وعكس ما يتردد وما هو معلن، لتظهر معاناة مستمرة وعدم استقرار وصل بأحدهم لدرجة أنه حاول وضع حدّ لحياته ، خلال شهر مارس الأخير ، بعد أن طلب منه أحد مسؤولي الملجأ في مليلية القيام بإختيار مثليته مع أحد الجزائريين داخل المركز ، والذي يدعي أنه مثلي كذلك … ومع رفض عدد كبير من الأشخاص، الذين تم الاتصال بهم داخل الملجأ مشاركة قصصهم، التي كانت لتصبح شهادات عن حياة أفضل لهم في إسبانيا يعيشها الكثيرون اليوم، وبعد عدم التعاون الذي أبدته إدارة مركز اللجوء في مليلية ، في المساعدة على نقل صورة عامة لواقعهم اليوم، كان محمد الذي يتحدر من الناظور ، الوحيد المستعد لمشاركة قصته. فهو ليس اسمه الحقيقي، لاجئ مثلي من الريف في العقد الثاني من العمر، وصل إلى مليلية منذ نحو ستة أشهر ، عن طريق بني أنصار ..
وفي إفادته ل ( كواليس الريف ) فمنذ أيام مراهقته، يتعرض للمضايقات والضغوط من أهله وعائلته في الناظور ، حيث كان يسكن، بسبب هويته الجنسية ، التي كان يفاخر بها من خلال اللباس والمكياج . هذا الأمر دفعه للتنقل مراراً بين مختلف مناطق الناظور ، حيث كان يسكن مع الأصدقاء أو مع من أحبّ وارتضاه حبيباً ، الشئ الذي جعله عرضةً لتهديدات متواصلة واستفزازات في الشارع .. ويقول محمد : كانوا يقولون لي إنه ثبتت علي الفحشاء ويجب أن أنال اللعنة ، لكن كان من ضمن أعز من التقيتهم ومارست معهم الجنس محام مشهور بالناظور ( نحتفظ باسمه ) والذي لا زلت أحتفظ برسائله الغرامية في هاتفي يقول ( محمد ) وقد إطلعنا على إسم المحامي وما كان يدور بينه وبين المتحدث إلينا !!
مراسلة : ياسين بنيحيى
05/04/2018