لم يتمالك رجل الأعمال وعضو حزب الاشتراكي الموحد، كريم التازي نفسه بعد قطع عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق في وجهه خط الهاتف، حيث كانا الطرفان يُناقشان حصيلة حكومة بنكيران، تفاصيل هذا الصراع الثنائي أخرجه كريم التازي صباح يوم الأحد، في رسالة مفتوحة إلى بنكيران.
وخاطب التازي بنكيران في مقدمة الرسالة بـ “صديقي العزيز” قائلا : “لقد أخلفتم مواعيد ضيعت علينا مكاسب حركة 20 فبراير وخطاب 9 مارس والنقاط المضيئة في الدستور الجديد. جوابك لم يكن إلا اجترارا لسابقيه. كررت على مسامعي، من جديد، أنك برفضك الانخراط في حركة 20 فبراير وبقيادتك للحكومة بعد انتخابات 2011 قد جنبت المغرب الفوضى والدمار. كنت بصدد مناقشتك والرد على طرحك هذا لكنك قررت أن تغلق هاتفك في وجهي دون استئذان أو سابق إنذار”.
ومما جاء في رسالة التازي، الذي توصلت “ كواليس الريف ” بنسخة منها، “صديقي المحترم، اخترت في هذه الرسالة أن أتقاسم معك ومع القراء نقاشا لم تترك له الإحباطات المتراكمة وسوء الفهم فرصة للنضوج. بعد نشر يومية “المساء” ملفها الخاص بتقييم الحصيلة الاقتصادية على مدى السنوات السبع التي قاد فيها حزب العدالة والتنمية الحكومة، والصادر يومي 7 و8 دجنبر، اتصلتَ بي هاتفيا لتبلغني غضبك واحتجاجك على وجهة نظري المعبر عنها في الجريدة”.
وتابع قائلا: “إسمح لي أن أخبر، وبشكل مختصر، من لم يتمكن من الاطلاع على الملف الصحافي أني عبرت عن فكرة مفادها أن عددا من الملاحظين والمختصين انتبهوا غداة انتخابات 2011 الى أن حزبكم لا يتوفر على كفاءات قادرة على تدبير الشأن الاقتصادي وهو ما يفسر، دون شك، إسناد الحقائب الوزارية الاقتصادية الرئيسية لأطر لا تنتمي لفريقكم. بناء عليه فإن تحميل حزبكم لوحده مسؤولية السنوات السبع العجاف أمر لا يستقيم. لكن هل هذا معناه أن الحزب الإسلامي لا يتحمل جزءً مهما من مسؤوليته أمام هذه الحصيلة المخيبة للآمال؟ بالطبع لا، فالحزب ضالع وله نصيبه الكبير من المسؤولية فيما آلت إليه الأمور”.
وأردف التازي قائلا في رسالته “قناعتي الثابتة، وأنا أتكلم هنا كفاعل اقتصادي ومستثمر، أن حزبكم لو تمسك بوعوده الانتخابية ومنها النهوض بالحكامة الرشيدة ومحاربة الرشوة واقتصاد الريع لَرَبح المغرب نقاطا مهمة في وثيرة النمو ولخُلقت عشرات الآلاف من مناصب الشغل ولوُضِعت لبنة أساسية في صرح الديمقراطية. للأسف فضل حزبكم دفن رأسه في رمل التنفيذ ولم يرفع الرأس إلا للتحذير من تماسيح وعفاريت لا تُرى أو التلويح، في وجه المنتقدين، بعبارات من قبيل “نحن صمام أمان البلد وضمانة استقراره”. وحاول أن يبرر تراجعه عن خوض معارك الإصلاح بشعار الإصلاح في ظل الاستقرار “.
وأضاف التازي “صديقي المحترم، انفجرتَ في وجهي غاضبا لكوني لم أسرد قانون اقتطاع أيام الإضراب من أجور الموظفين المضربين ضمن المنجزات التي تسلحتم فيها بالشجاعة السياسية، وأزبدتَ ثم أرعدتَ لأني لم أشر إلى مجهودكم في إصلاح صندوق المقاصة وأنظمة التقاعد. لا أجد غضاضة في التعبير عن الأسف لأني أغفلت الموضوع، وأكدت لك استعدادي لتصحيح الأمر أمام الرأي العام. لكن وكما أخبرتك فهذه الإشارة لن تغير شيئا من حقيقة أن الخطوات التي أقدم عليها حزب العدالة والتنمية بقيت قاصرة على وضع البلاد على سكة الإصلاح”
17/12/2018