يتميز معبر مليلية الجمركي بعدة خصائص قل نظيرها في المغرب ، فأغلب رجال الجمارك هناك أصبحوا من الخالدين ..وأغلبهم لم تشملهم رياح التغيير التي تطال من حين لآخر مسؤولين جمركيين ، وبعضهم يمتلك عقارات ومشاريع ضخمة في مختلف المناطق … بل وحتى في جنوب إسبانيا !
ويقوم ( الآمر بالصرف ) هناك بتقسيم الأدوار على ثلاث فرق ، حسب أيام الأسبوع، وكل رئيس مجموعة يكون مسؤولا على فرقتين اثنتين من رجال الجمارك برتبة يوطنان، وكل يوطنان يشرف على ثلاث نقط التفتيش الخاصة بالسيارات خلال دخولها إلى المغرب ، و على كل نقطة التفتيش يتواجد بها عون جمركي.
لكن المثير في هذا كله ، وفي وقت يتمتع فيه كبار المهربين بالحصانة الممنوحة لهم من طرف كبار الجمارك .. فإن أغلب المهربين الصغار والبسطاء على مثن السيارات لا يشتغلون بسبب تطبيق القانون عليهم، باعتبارهم نشطاء صغار في التهريب، إلا أنه حسب شهادات إستقيناها من المعبر .. فإنه يسمح أو يتغاضى عن المهربين الكبار الذين يصنفون من بين أباطرة التهريب، ويحدد صفة هؤلاء توفرهم على أسطول تهريب 3 سيارات فما فوق يخصص للكل واحدة منها سائق يشتغلون بها بواسطة الوكالة تمنح لهم من طرف “الباطرونا” (أي أصحاب السيارة) مقابل مبلغ مهم.. عن كل عملية تهريب بواسطة السيارة محملة بالسلع من مليلية إلى بني أنصار .
و قد رصدنا عدد من رجال الجمارك المقربين من السؤول الجمركي في الحدود ينضمون أيضا إلى تلك الأساطيل لكونهم يتوفرون على سيارات للتهريب تشتغل بواسطة سائقين مدنيين شركاء لهم ، ويتشكل هؤلاء السواق عادة من أفراد عائلات أولئك المنتمين للمؤسسة الجمركية ، وكنموذج نورد معلومات بخصوص شقيق أحد أعوان الجمارك الذائع الصيت بين المهربين ، الذي يتحكم كما شاء وكيف ماشاء في المعبر الحدودي….!
لكن المثير في هذا كله هو ذلك المسؤول الجمركي الأسمر ( س ) الذي أصبح يصنف العناصر الجمركية العاملين تحت إمرته بالمردود من المبالغ المكتسبة بالإتاوات … ويشتغل إلى جانبه أيضا عدد كبير من كبار مافيا التهريب والوسطاء ….
تفاصيل خطيرة وشهادات حية عن فضائح جمارك المعبر بباب مليلية.. قريبا .
29/03/2018