تفاجأ الرأي العام الوطني والإفريقي من القرار الذي اتخذته الحكومة المغربية يوم الأربعاء الماضي والقاضي بعدم تقديم ملف الترشيح لاستضافة كان 2019 بعدما كانت كل التكهنات تؤكد أن المغرب سيكون هو الدولة المستضيفة بدون أدنى شك.
ورغم أن القرار يبدو من الوهلة الأولى غامضا وغير مفهوم، إلا أن التمعن فيه ودراسته من مختلف الجوانب يؤكد أن “الجهات العليا” بالمملكة اتخذت القرار الأنسب لمصالح المغرب، حيث قطعت الطريق على عدد من الدول التي كانت قد بدأت تصطاد في الماء العكر.
فلا يخفى على أحد أن أنباء عزم الكاف سحب التنظيم من الكاميرون كانت قد بدأت بالانتشار قبل عدة أشهر من الآن، وهنا أشارت أصابع الاتهام إلى المغرب باعتباره من يضغط في الكواليس من أجل حرمان الكاميرونيين من شرف التنظيم لنقل البطولة إلى المملكة المغربية، لدرجة أن بعض المسؤولين الأفارقة اعتبروا أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أصبح لعبة في يد المغاربة، رغم أن لقجع أعرب أكثر من مرة عن دعمه الكامل للكاميرون ووضعه رهن إشارتهم كل إمكانات المملكة لإنجاح البطولة.
وبالتالي فقد اختار المغرب بامتناعه عن الترشح أن يؤكد لإفريقيا كلها حسن نيته وأن لا دخل له من قريب أو من بعيد بسحب التنظيم من الكاميرون ، وذلك حفاظا على سمعته الإفريقية وعلى علاقاته الوطيدة بأشقائه الإفريقيين والتي حاول البعض النبش فيها عبر الضرب تحت الحزام.
15/12/2018