قال يوسف فلاح، صيدلي بالبيضاء وباحث في السياسة الدوائية وجودة المنتجات الصيدلانية، إن “الدواء غير كاف للقضاء على أنفلونزا الخنازير، في حالة الإصابة بها”، مشيرا إلى أن “دواء “تامي فلي” المعروف صنع أساسا للوقاية من أنفلونزا الطيور وليس الخنازير، وقد أثبت محدوديته في العديد من المرات”.
وأضاف فلاح أن “العلاج يبقى صعبا، لكن الأهم هو المتابعة الجيدة في حالة بروز الأعراض لضمان عدم انتقال العدوى، مشيرا إلى أن التداوي باللقاحات المخفضة للحرارة، والتي تلمس بشكل مباشر الأوعية الدموية، هي السبيل الوحيد لوقف انتشار الحمى. وزاد: “الأقراص الذائبة وغيرها من الأدوية المخفضة للحرارة لا تفي بالغرض في هذا الباب”.
وأوضح الخبير المغربي أن “المرض في الوقت الحالي يصيب أصحاب المناعة الضعيفة، فالحالات التي توفيت، مع الأسف، سُجلت في صفوف الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل”، مشيرا إلى أن “من يتوفر على مناعة قوية يصعب أن يصيبه المرض، الذي صُنف منذ سنوات تقريبا ضمن الأمراض العادية في العالم”.
وأردف فلاح أن “الدواء الجديد للمرض يدعى “جي فلي”، وهو الآخر ليس فعالا بشكل يقضي على المرض نهائيا”، مشيرا إلى أن العالم لم يعد في الحقيقة يرتعد من هذا المرض. وأوضح أن “الدواء الجديد لا يصنع في المغرب، وغير متوفر في الصيدليات، ولا يمنح بشكل مباشر، فبعد اختفاء المرض من المغرب اختفى معه دواء “تامي فلي” القديم”.
وسجل الباحث في السياسة الدوائية وجودة المنتجات الصيدلانية أن “المغرب استورد الدواء إبان الحملة الأولى، التي شنت على الحمى قبل سنوات، وتم توقيف استيراده بعد أن ظن المسؤولون أنهم قضوا على المرض بشكل نهائي. كما أن المصنعين بدورهم أوقفوا استيراد الدواء، حيث لا يمكن أن يأتوا بدواء لا يباع”.
وأشار فلاح إلى أن “مرض أنفلونزا الخنازير ينتقل بسرعة كبيرة، والدولة هي المطالبة بالتصدي له من خلال استراتيجيات واضحة المعالم، وليس أي طرف آخر، مؤكدا أن التعاطي مع المرض لا يُمكن أن يتم في حالة علاج مريض بمنزله أو فردا بفرد، بل يقتضي يقظة دولة بأكملها”.
تجدر الإشارة إلى أن أنس الدكالي، وزير الصحة، سبق أن أعلن تسجيل 9 حالات وفاة بأنفلونزا “إتش 1 إن 1” على مستوى المؤسسات الصحية العمومية والخاصة، مشيرا إلى أن حالات الوفاة هاته “همت، بالخصوص، أشخاصا في وضعية هشة”.
وأوضح الدكالي، في تصريحات صحافية، أن أنفلونزا “إتش 1 إن 1” هو النوع المتفشي خلال هذه السنة، على غرار “باقي بلدان العالم”، مؤكدا أن وزارة الصحة “ستواصل جهودها في إطار اليقظة الوبائية”.
04/02/2019