مأساة جديدة من مآسي الزواج المختلط، تحكيها بنبرة الألم والدموع مغربية مقيمة في ألمانيا، وجدت نفسها ضحية زوج سوري قرر تسوية خلافاتهما الزوجية باختطاف طفليه رياض ومحمد اللذين تتراوح أعمارهما ما بين 4 و3 سنوات، وترك والدتهما على جمر الانتظار والحيرة.
سمية شابة مغربية تعرفت على رجل سوري مقيم في ألمانيا، فقررت الالتحاق به بحثا عن تحقيق حلم الاستقرار وتكوين أسرة، لكن أحلام سمية تبخرت منذ الوهلة الأولى حين أقنعها رفيق دربها المنتظر بزواج “إسلامي” بعيدا عن التوثيق لدى المصالح الألمانية. هذه البداية المتعثرة تلتها خمس سنوات من التنكيل والضرب والتضييق من طرف الزوج وأسرته، حسب رواية سمية.
“تحملت معه كل شيء منذ قبلت الإقامة معه في بيت يضم 27 شخصا من أفراد أسرته .. تعذبت تكرفصت كليت العصا”، تقول سمية التي لم تعد قادرة على الاستمرار بعد أن عنفها زوجها رغم إجرائها لعملية جراحية، لينتهي الأمر بطردها من البيت والاستقرار بمركز نسائي رفقة أطفالها بعد تجريدها من حليها ومالها، وعلى الرغم من تجربتها السيئة، لم تفقد الأمل في لم شمل أسرتها، حيث حرصت على السماح للزوج برؤية أطفاله.
لكن الزوج اختار إنهاء النزاع على طريقتها حين خطط لإختطاف أطفاله، “لم أشك في الأمر لأنني قضيت معه يوم الجمعة حتى يرى أطفاله، وفي اليوم الموالي اتصل بي على غير عادته وأخبرني أنه اشتاق للأطفال وأنه يريد رؤيتهم مجددا .. بعد وصول ادعى أن والدته تريد رؤية الأطفال وزودني بمبلغ من المال وطلب مني أن أحضر أغراضا للأطفال ونلتقي بعد ساعة”، تقول سمية التي اكتشفت أن هذه الساعة في منتصف شهر يناير من سنة 2019، ستكون آخر مرة ترى فيها صغارها.
“حين اتصلت به هاتفيا ادعى انه رفقة صديق له في مدينة أخرى وأن الاطفال معه،و طلب مني ألا أقلق وأن أنتظره مساء في المحطة، لكن بعد الاتصال به في نهاية اليوم وجدت أن هاتفه غير مشغل واكتشفت أنه اختطف أطفالي”، تقول الأم الشابة التي وجدت نفسها في دوامة البحث بين مخافر الشرطة، وخارج ألمانيا، وسط تهرب الزوج الذي يعمل على الاتصال بها وفق تسجيلات تحتفظ بها ” لا دوروا علي لأني صرت إنسان ثاني، بدنيا ثانية لا تسألوا علي ولا أسأل عليكم لا أحد بالدنيا من غير الله راح يعرف مكاني، رقمك عندي وقت ما بدي اخليك تشوفيهم بكيفي أنا” يقول الزوج بصوت هادئ.
سمية اكتشفت أن أسرة زوجها ادعت أمام الشرطة بأنها هي من اختارت التخلي عن أطفالها بعد أن طالبت الزوج بمبلغ 30 ألف أورو من أجل العودة إلى المغرب، كما وجدت نفسها في دوامة البحث عن مكان الزوج الذي تتضارب الآراء حول مكان وجوده، “سمعت أنه موجود في صربيا، وبعدها عاد لألمانيا لكنني لا أستطيع تحديد مكانه .. وهو الآن يتنقل مع الأطفال دون أوراقهم الخاصة”
وعلى الرغم من اختفاء الزوج، تتمسك سمية وفق ما جاء في فيديو تناقلته صفحات تابعة لمغاربة الخارج، تتمسك بأمل لم شمل أسرتها، موجهة رسالة لزوجها بأن يراجع حساباته حتى لا يدفع الأطفال ثمن العيش في أسرة ممزقة، كما وجهت طلبا لمساعدتها لكل من سمع بقصتها ” أتمنى من كل من يشاهد هذا أن يساعدني بغض النظر عن ديني أو جنسيتي أو من أكون .. أتمنى التعامل مع قصتي من باب الانسانية كأم فقدت أطفالها .
28/06/2019