بعدما اشتغل في العقدين السابقين على تشييد وبناء عدد كبير من السدود بالبلاد، انتقل المغرب خلال السنوات الأخير إلى إتباع إستراتيجية جديدة لتقوية بنياته التحتية الخاصة بالموانئ وذلك منذ سنة 2000.
وعرفت الكثير من الموانئ تحديات وتطوير وتوسعة خلال العقد الأخير، كما تم إنشاء موانئ جديدة بالكامل ضمنها ميناء طنجة المتوسط الذي سيضع المغرب ضمن رؤية جديدة فيما يخص الاستيراد والتصدير والمبادلات التجارية العالمية، بعدما أصبح الأول على البحر المتوسط.
ومن ضمن تلك المشاريع المهمة يأتي ميناء “الناظور غرب المتوسط” إذ جاء بناء على توجيهات الملك من خلال خطابه سنة 2003، عندما أعطى أوامره وتوجيهاته ضمن مجموعة من المشاريع لتطوير الجهة الشرقيةـ
محمد جمال بنجلون المدير العام لـ”الناظور غرب المتوسط” الكائن بمنطقة بويا فار قال في تصريح صحافي “ميناء الناظور غرب المتوسط يهدف بالأساس إلى خلق قطب اقتصادي وصناعي جديد، إضافة إلى مساهمته في تنمية الجهة الشرقية”.
ويتم هذا الانفتاح حسب بنجلون “على مستويين من خلال انفتاح الجهة على المستوى الدولي الذي سيسمح لها باستقطاب وتوطين عدد من الصناعات التي تشكل الهدف النهائي من الاستثمار في البنيات التحتية بصفة عامة، كما سيجعل هذه البنيات وسيلة للتنمية الاقتصادية وتحسين التنافسية وخلق ظروف ملائمة ومثلى لفرص شغل لأبناء المنطقة”.
ورصدت تكلفة ضخمة لبناء هذا المشروع حيث بلغت مساحته حوالي 1000 هكتار إضافة إلى المناطق الصناعية التي ستكون مرتبطة به، بينما وصلت الاستثمارات إلى 10 مليار درهم على مستوى البنيات الأساسية.
ومن المتوقع حسب المدير العام للناظور شرق المتوسط أن “تنضاف استثمارات أخرى على مستوى البنيات التكميلية لتجهيز الميناء وكذا الاستثمارات خارج موقعه من قبيل ربطه بالطرق والسكك الحديدية”.
هو مشروع ضخم واجه تشييده صعوبات وعراقيل كبيرة يؤكد المدير العام “واجهتنا عدة مشاكل في المرحلة الأولى، إذ عادة ما يكون مستوى المياه غير مساعد ويمكن أن تكون التربة صعبة المعالجة، لكن لكل مشكل تقني حل خاص به فقط كان علينا إيجاد الحل المناسب والطريقة المثلى لمعالجتة”.
وأنهى القائمون على هذا المشروع المرحلة التحضيرية بكاملها سواء من حيث الدراسات التقنية والاقتصادية والاجتماعية والمالية على أمل أن يباشر الأشغال في الأشهر الأولى من سنة سنة 2021، كما تتوقع الساكنة أن يعود المشروع بالنفع لصالح أبناء المنطقة بشكل عام لأن الميناء سيكون بمثابة منطقة جذب لجميع الاستثمارات، وهو ما يؤكده أحمد محاش الكاتب العام لجمعية المستثمرين والمصدرين بجهة الشرق.
ومن المتوقع حسب المتحدث ذاته “أن يكون للمشروع أثر إيجابي كبير في خلق آلاف فرص الشغل خلال مرحلة الاستغلال زيادة على خلق الآلاف من الفرص خلال المرحلة الحالية للاشتغال في تهيئته”. ويهدف ميناء الناظور شرق المتوسط إلى خلق منصة تجارية وصناعة، خصوصا في المواد الطاقية، حيث باشر معها عدد من المستثمرين الجدد ببناء مصانع جديدة خلقت آلاف الفرص لشباب المنطقة، من المتوقع أن تتضاعف تلك الفرص تزامنا مع بداية الاستغلال”.
وأولى المغرب خلال آخر فترة عناية كبيرة لمنطقة الناظور، إذ باشر ميناء الناظور الكائن في بني نصار العمل، الأمر الذي منح المستوردين راحة أكبر في الاشتغال عوض مرورهم سابقا بمدينة مليلية، فيما ساهم حسب الكاتب العام لجمعية المستثمرين والمصدرين بهجة الشرق إلى تشييد مصنع للملابس الجاهزة سيخلق 1200 منصب شغل.
وفي الوقت الذي يرى البعض أن ميناء الناظور يعد متنفسا للمنطقة لتنمية الاستثمارات فيها، يرى آخرون أن للمشروع أبعاد جيو- سياسية أهمها “خنق” مدينة مليلية اقتصاديا، لتحجيم التهريب المعيشي تدريجيا، خصوصا وأن المغرب منح امتيازات جمركية كبيرة لمن يصدر أو يستورد عبر ميناء الناظور.
10/07/2019