بعدما حضر معهما خلال استنطاقهما من طرف قاضي التحقيق، التمس المحامي عمر زروال، من هيئة مراكش، المؤازر، في إطار المساعدة القضائية، للمواطنين الهولنديين المتهمين بالتنفيذ المادي لجريمة “لاكريم”، “إدوين غابريال روبليس مارتينيز” (26 سنة)، و”شارديون إليسيز غريغوريا سيمريل” (31 سنة)، الحكم ببراءتهما من طرف غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية مراكش، خلال الجلسة المنعقدة، أول أمس الثلاثاء، لعدم اعترافهما أمام المحكمة، وقبل ذلك خلال مرحلتي البحث التمهيدي والتحقيق الإعدادي، بارتكاب الجنايات الثقيلة المتابعين بها، والمتعلقة بـ”القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، محاولة القتل العمد، إضرام النار عمدا في ناقلة ذات محرك، حمل سلاح ناري وذخيرة بدون رخصة، تكوين عصابة إجرامية، إخفاء دراجة نارية متحصلة من جناية يعلم ظروف ارتكابها”.
وفي المقابل، طالب، ممثل النيابة العامة في مرافعة مقتضبة لم تتجاوز ثلاث دقائق، بتطبيق القانون فيما يخص الجنح الملاحقين بها، والمتعلقة بـ”حيازة بضاعة أجنبية دون سند صحيح، السكر العلني، مسك واستهلاك المخدرات، السياقة تحت تأثير الكحول وعدم الامتثال وإلحاق خسائر مادية بمرافق عمومية”.
الجلسة الـ 17 من المحاكمة المخصصة لمرافعات دفاع المتهمين، انطلقت في حدود العاشرة صباحا واستغرقت زهاء خمس ساعات، وقد شهدت ثلاث مرافعات أخرى، التمس في إحداها المحامي عبدالرحمان الفقير، من هيئة مراكش، البراءة، أساسا، لمؤازره “المصطفى الفشتالي” ، مالك المقهى مسرح الجريمة، واحتياطيا الحكم ببراءته لفائدة الشك، وبعدم الاختصاص في المطالب المدنية الموجهة ضده، مع حفظ حق زميله المحامي محمد كرّوط، من هيئة الرباط، في أخذ الكلمة، خلال الجلسة المقبلة، نيابة عن المتهم نفسه.
وعلل ملتمساته، في مرافعة مطوّلة استمرت أكثر من ساعة ونصف، بأن الأمر الصادر عن قاضي التحقيق بإحالة المتهمين على المحاكمة، ورد فيه تكرار للجنايات والجنح المتابعين بها، خاصة بالنسبة إلى صاحب “لاكريم”، المشهور بلقب “موس”، والمتابع بدوره بصك اتهام ثقيل يتكون من خمس جنايات وست جنح.
كما اعتبر بأن المعلومات الواردة في التقرير الضخم المسلم من السلطات القضائية الهولندية لنظيرتها المغربية حول “موس” لم تكن قاطعة، مستدلا على ذلك باستعماله لعبارات من قبيل “من المرجح” و”من المحتمل”، وخلص إلى أن المحكمة لا ينبغي أن تبني قناعتها على الترجيح والاحتمال، في الوقت الذي سبق فيه لقاضي التحقيق أن استند في اتهامه لـ”موس” بجناية “تكوين عصابة إجرامية” إلى التصريحات التمهيدية للمتهم “نجيم كوجيلي”، التي أشار فيها إلى أن عائلة الفشتالي المنحدرة من دار الكبداني ضواحي الدريوش ، بزعامة “موس”، معروفة في أوساط الجريمة المنظمة بهولندا بأنها تشكل مافيا تنشط في ترويج الكوكايين والاتجار في الأسلحة والسرقة والعنف ضد خصومهم، وهي التصريحات التي أكدها كوجيلي خلال مرحلة التحقيق الإعدادي.
كما عزز قاضي التحقيق استنتاجاته بتقرير النيابة العامة الجهوية وسط هولندا، المؤرخ في 14 نونبر من 2017، والذي يؤكد بأنه سبق للشرطة بدولة “الأراضي المنخفضة” أن أوقفت، بتاريخ 8 نونبر من 2016، شقيق موس، عبد الرحيم الفشتالي، ومرافقه، نجيم حميش، بمدينة روتردام وبحوزتهما أسلحة نارية وكمية من الكوكايين، ليُدانا بعقوبات حبسية نافذة، وقد أُجري تفتيش بمنزل “موس” بروتردام، أسفر عن حجز سلاح ناري بذخيرة، ومفتاح سيارة عُثر بداخلها على أكثر من 698 كلغ من الكوكايين.
كما تشير وثائق ملف جريمة “لاكريم” إلى أن كِتاب السلطات القضائية الهولندية، المكون من 485 صفحة، تضمّن تقريرا لفرقة الاستعلامات الإجرامية بالبلد نفسه أكد بأن “موس” أجرى اتصالات هاتفية مع أخيه وصديقه قبل اعتقالهما، وهو ما “يُظهر بأنه كان هناك اتفاق بين المتهم المصطفى الفشتالي وبين أخيه ونجيم حميش الموقوفين بهولندا على ارتكاب جرائم ترويج المخدرات الصلبة وارتكاب جنايات ضد الأشخاص وحيازة أسلحة نارية، وذلك في علاقة مع المافيا بهولندا”، يقول قرار قاضي التحقيق يوسف الزيتوني.
للإشارة فحميش هذا وشقيقه موس كانا قد قاما باختطاف المسمى موبسيط بهولندا ، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد أدى لهما مبلغ مليار سنتيم مستحقة عليه من تجارة الكوكايين ، ومعلوم أن المختطف هذا إستولى بشكل غير قانوني على جبل الكبير بجماعة امطالسة لإنشاء مشروع استثماري على نفقة الدولة، في تواطؤ مكشوف مع بعض عناصر المافيا بالدريوش ومدير المياه والغابات بالإقليم . مستغلا في ذلك إسم اللاعب زياش الذي تربطه صداقة بشقيق البارون موبسيط .
12/07/2019