محمد الصغير :
تقع مدينة بني انصار – فرخانة شمال شرق المملكة بمنطقة الريف، تحد شرقا ببحيرة مارتشيكا ، وغربا بجبل غوروغو وبني شيكر، وشمالا على طول الشريط الحدودي لمدينة مليلية 12 كلم ، وجنوبا بمدينة الناظور ويبلغ عدد سكانها حوالــــي 63.000 ألـف نسمة بالإضافة إلى 50.000 ألــف نسمـة من السكــان المغاربة القاطنين بمليلية والتابعين لجماعة بني
انصار فرخانة ، اوستأثرت باهتمام عدد كبير من المسؤوليـن ســواء على المستوى المحلي أو الصعيد الوطني.
وتنتهج سياسة التهميش والاقصاء من
طرف رئيس المجلس الجماعي وباشا مدينة بني انصار على المنطقة بالرغم من موقعها الاستراتيجي على بعــد خطــوات فقــط من مدينة مليليــة، والمطلة على اوروبا والبحر الأبيض المتوسط ، ويشكل أديم المملكة على الخارج .
والملاحظ أيضا أن مركز فرخانة الذي تم ادماجه في النفوذ الترابي لجماعة بني انصار بعد التقطيع الانتخابي لسنة 2009 طاله التهميش والانتقام أكثر وبشكل ملحوظ، وهو الآن يعيش عزلة تامة من مختلف النواحي داخل تراب نفوذ بلدية بني أنصار ، لانعدام المرافق الأساسية، بحيث طرحت عدة مشاكل تعيق السير العادي للمركز والنواحي. لا يوليها رئيس الجماعة والباشا أي اهتمام ولا تدخل نهائيا ضمن اجندتهما. بل الأكثر من ذلك أن رئيس الجماعة فوطاط أصيب بأمراض الغرور والكبرياء والاستعلاء وعلى الساكنة ، وظهرت علاماتها جليا عند عامة الناس، وأصيب والرأي العام بالاحباط لأن يرأس شأنهم المحلي مثل هذه العينة البئيسة من البشر ، حيث خذلهم لما وضعوا فيه ثقتهم لتدبير أمورهم، علما أنه ينتمي أصلا الى عائلة فقيرة ومتواضعة، ومنذ أن تحمل هذه المسؤولية اختار لنفسه أسلوب التعالي والتكبر، لا يخالط البسطاء ولا يجالس الضعفاء ولا يسلم عليهم ولا يكلمهم بأدب واحترام، ولا يمنحهم وقتا للسؤال عن أمورهم، فهو يسعى ويلهث فقط وراء استقطاب شريحة من المجتمع ، يعتبرها هو مهمة بالنسبة إليه، وهي مجموعة من السماسرة وعبدة المال. لا تجد في قلبهم ذرة ايمان ولا رحمة ولا شفقة.
أما الباشا ميمون كعموس فهو ضعيف جدا في تحمل المسؤولية، لا يليق أن تسند له هذه
المهمة الثقيلة وفي منطقة حدودية تعتبر الواجهة الرئيسية للمغرب نحو أروبا ، وهو غير أهل بعبئها، و يلهث وراء مصالحه الشخصية، يستغل بعض سكان مدينة مليلية المحتلة لقضاء أغراضه ، وهو شريك رئيس الجماعة في خروقاته، ويتلاعبان بمصالح السكان ويسيران ويخططان وفق هواهما ومزاجهما الخاص، بحيث قاما بتغيير مسار ووضعية عدة طرق ومسالك وخططا لإنجازها طبقا لبرامج تخدم مصالح بعض العناصر ذات نفوذ من شريحة التجار الكبار والعاملين في التهريب. ولا أحد يظن أن هذا الحال بدون مقابل.
أما الفئات المستضعفة فلا حق لهم حتى في الملاحظة وإبداء الرأي.
والغريب أنهما يدعيان بفخر واعتزاز أن لهما علاقة خاصة مع عامل إقليم الناظور ، وخاصة الباشا كعموس الذي أكد في عدة مناسبات على أنه صديق مقرب بحكم أنه اشتغل معه في إقليم آخر، وكانت تربطه به علاقات ود منذ زمن طويل.
كما أنه بسبب هذه السياسة الرعناء غابت بوادر التنمية ومعالم تحضر المدينة فمجرد أن تصل بني انصار وفرخانة تصادفك أحياء عشوائية بشوارع ضيقة بدون أرصفة ، غارقة في الظلام لا إنارة عمومية ولا تشوير سليم ولا تصفيف ملحوظ ولا مساحات خضراء.
بني انصار فرخانة مدينة تغص بالأوساخ والنفايات تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف وتحبس الأنفاس، طرق غير معبدة كأنك في
مدينة الأشباح، كل شيء فيها مبعثر، استولى عليها جيش من الباعة غير النظاميين الذين يفترشون وسط الشارع العام وجنبات الطرقات.
كثير من أبناء الجماعة فضلوا الهجرة إلى الأبد في الخارج والسبب يرجع الى هذه
العوامل.
جماعة بني انصار فرخانة مهمشة ومنسية وتبقى عبارة عن بنايات اسمنتية بدون روح ، ما جعل أهلها يصابون بالاحباط، وحتى عامل الاقليم لا يعلم ما يجري في المنطقة الحدودية ، وعدد كبير من سكان منطقة مليلية المحتلة يسائلون عامل الإقليم عمن أعطى أوامره للمسمى علال تقني جماعة ببني انصار ومنح له حق التصرف كيف يشاء وقام بإدخال تعديلات على الطريق المؤدية إلى الشريط الحدودي – اقيشاح – حي اولاد علي وعمرو بفرخانة ، على بعد خطوات من مطار مليلية والذي كان مبرمجا في اطار مخطط صادق عليه العامل السابق حسب تصريح رئيس الجماعة في عين المكان أمام مجموعة من السكان.
إن تغيير أجندة إنجاز هذا الطريق الذي كان سينطلق من مسجد عمر بن الخطاب لربطه
بالطريق الحدودي مع مليلية المحتلة واستبداله بممرات للخواص مخالف للقانون مما يستدعي التدخل لمعالجة الوضع ومواجهة رئيس المجلس وباشا المدينة ومحاسبتهما على كل الخروقات.
من جهة أخرى لا بد من حسم الأمر في تحديد الوضعية الادارية لفرخانة ما بين أن يدخل ضمن النفوذ السلطوي للدرك الملكي أو الشرطة، بحيث أن الوضعية الحالية تكرس تنامي ظاهرة الاجرام أكثر بمركز فرخانة، والدليل على ذلك العمليات التي قامت بها عناصر الأمن بتفكيك خلايا منظمات إرهابية التي اتخذت من المنطقة المتاخمة للحدود مع مدينة مليلية ملاذا لها.
ونظرا للعدد الهائل من السكان الساكنين في المنطقة الحدودية – مركز فرخانة – والوافدين عليها ، أصبحوا في أمس الحاجة الى توفير النقل الحضري من فرخانة الى الناظور وطاكسي صغير، علما أن مجموعـة مــن الفاعليــن المدنييــن وجهوا عرائض الى عامـل الاقليــم الـذي رضخ لرغبة أصحــاب سيارات الأجرة الكبيرة التي تنتهز الفرصة لفتح باب المضاربة على مستـــوى النقــل في تلك المنطقــة دون إعارة أي اهتمــام للمعاناة اليومية للفئات الفقيــرة والضعيفة والطلبــة الذيــــن يتوجهـون إلى الجامعــة بسلوان والمعاهد التكنولوجية والتعليميــة
بالناظــور، علمـا أن هــذه الطبقــات تضررت كثيرا الى درجـة وصل بها الأمر للاحتقــان
