تشهد منطقة المغرب الكبير حالة من التوتر غيرالمسبوق، ما يضع وفق تقديرات سياسية مشاركة المغرب في القمة العربية المقبلة بالجزائر، موضع الشك، فالسياق المغاربي يشهد أزمة سياسية وصراعا في ليبيا، وتصدعاً بين المغرب من جهة، والجزائر وتونس من جهة أخرى.
وتطرح الخلافات الحالية بين المغرب وتونس والجزائر، بحسب عبد الحميد باب الله، الباحث في العلاقات الدولية، أسئلة جدية حول مشاركة المغرب في قمة العربية المنتظر عقدها بالجزائر، رغم أن الرباط تخفض من مشاركتها في القمم العربية منذ مدة طويلة، لكن هذه المرة، يبدو الوضع مختلفا فالعلاقات الدبلوماسية بين الرباط والجزائر مقطوعة.
وبالمنطق السياسي والدبلوماسي، يتساءل المتحدث، “كيف يمكن تصور عقد قمة ناجحة يبحث منظمها قطع جزء من أراضيك؟”، ما يعني بحسبه أن الحديث عن قمة عربية في الأصل يبدو صعب التحقيق إلى منعدم، بالنظر إلى السياق العام الذي يطبع المشهد السياسي العربي أو العلاقات العربية التي انتقلت إلى صراع عربي-عربي.
وتحدث الباحث في العلاقات الدولية، عن أسس حسن الجوار ولم الشمل العربي، الذي ينطلق أساسا من الفعل والسلوك السياسيين اللذين ينتفيان في العلاقات الجزائرية المغربية، أو دفع النظام الجزائري للرئاسة التونسية لارتكاب أخطاء قاتلة في علاقتها بالرباط.
الحديث عن مشاركة للمغرب في أشغال القمة حال انعقادها، بقول المصدر ذاته، أنه يقف في تماس مع التوجه الرسمي للبلاد، حيث تضع الرباط شرطا رئيسيا لتقييم علاقاتها مع الدول، تبعاً لموقف هذه الدول من قضية الصحراء المغربية.
وأضاف أنه من الملفات التي تدفع أكثر إلى استحالة انعقاد القمة في موعدها، هو ملف التقارب الجزائري-الإيراني، بينما تبحث الدول العربية كبح جماح النفوذ الإيراني المزعزع داخل المنطقة العربية، حيث توفر الجزائر الغطاء لهذا التدخل ليصل إلى المنطقة المغاربية من خلال دعم جبهة ‘البوليساريو’ ، وهو ما شكّل موضوع إدانة عربية ودولية وأممية”.
وبحسب المتحدث، يتملك النظام الجزائر إصرار دفين على عقد القمة في موعدها حتى يبرز ما يراه وفق مراقبين من خلالها عودته إلى الساحة الدولية والإقليمية، حتى وإن اضطر إلى تقديم تنازلات في ملف سوريا، الذي تعارض دول عربية عودتها إلى شغل مقعدها بالجامعة العربية.
كواليس الريف : منابعة
02/09/2022