بديع الحمداني :
قالت صحيفة “أوكيدياريو” الإسبانية، إن واردات إسبانيا من الغاز الفرنسي ارتفعت لأول مرة لتتجاوز حجم واردات إسبانيا من الغاز الجزائري بين يومي الجمعة والإثنين الماضيين، مشيرة إلى أنه لأول مرة يحدث هذا في تاريخ واردات إسبانيا من الغاز.
ونقلت الصحيفة الإسبانية عن شركة “Enagas” الإسبانية المسؤولة عن قطاع الغاز داخل البلاد، أنه في يوم السبت الماضي على سبيل المثال، فإن فرنسا ضخت لفائدة إسبانيا 218,3 جيغاواط من الغاز لصالح إسبانيا، مقابل 158,5 جيغاواط استوردتها إسبانيا من الجزائر عبر أنبوب ميدغاز.
وسجلت أيام أخرى ارتفاعا في حجم الغاز المستورد من فرنسا لصالح إسبانيا مقابل كمية الغاز المستوردة من الجزائر، وأي تراجع في حجم الغاز الجزائري مقابل ارتفاع الغاز المُورد من دول أخرى، يُعتبر بمثابة تقليص إسبانيا الاعتماد على الجزائر، وبالتالي فك الضغوطات التي تمارسها الجزائر عليها بورقة الغاز.
وتعيش العلاقات الإسبانية الجزائرية أزمة دبلوماسية انطلقت منذ مارس الماضي، أي تزامنا مع إعلان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، دعم بلاده للمقترح المغربي لحل نزاع الصحراء، وهو مقترح الحكم الذاتي، وبالتالي شكل هذا الإعلان تحولا كبيرا في موقف إسبانيا التي كانت تقف موقف محايدا معا مطالبتها بـ”تقرير مصير الشعب الصحراوي” بالكيفية التي يريد.
ومباشرة بعد إعلان مدريد هذا الموقف، قامت الجزائر بسحب سفيرها من إسبانيا، ثم أتبعت هذا القرار بقرارات أخرى، أبرزها تعليق اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين، وتعليق المعاملات التجارية، عدا الاتفاق المتعلق بالغاز، لكن الجزائر قررت إعادة النظر في السعر الذي تبيع به الغاز إلى إسبانيا، وهددت بقطع الامدادات في حالة إذا قامت إسبانيا بإعادة تصدير الغاز الجزائري إلى المغرب.
ومنذ ذلك الحين، ربطت الجزائر إعادة العلاقات مع مدريد بعودة الأخيرة إلى موقفها السابق من قضية الصحراء، وهو الأمر الذي يبدو صعبا في الوقت الراهن، بالنظر إلى أن أي تراجع لإسبانيا عن موقفها من قضية الصحراء سيدفع المغرب إلى قطع علاقاته بمدريد، وفي هذه الحالة ستكون إسبانيا في موقف أصعب مما هو عليه مع الجزائر.
هذا، ومن جهة إسبانيا، فإن الأخيرة تبدو عازمة على التخلص من الاعتماد الكبير على الجزائر في قطاع الغاز، وبالتالي قامت في الشهور الأخيرة بالرفع من عدد الموردين، حيث لجأت إلى الولايات المتحدة وفرنسا، ووقعت إتفاقيات مع قطر ونيجيريا للرفع من إمدادات الغاز.
29/10/2022