كشف البرلماني ورئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، عبد الله بوانو، عن عدد من المشاهد والعبر ودلالات سلوك لاعبي المنتخب المغربي والشارع القطري في النسخة الحالية لكأس العالم التي يصنع فيها أسود الأطلس التاريخ.
وأوضح بوانو، الذي تابع مباراة المنتخب المغربي برسم ربع نهاية كأس العالم من مدرجات ملعب الثمامة بقطر، أن “ما نعيشه نحن المغاربة هذه الأيام، شيء كبير وعظيم وعميق جدا، لا يجب أن نستسهله أو نحتقره”.
وقال بوانو “لقد تتبعت، سواء داخل الملعب أو خارجه، مظاهر انبعاث تضامن عربي واسلامي وافريقي مع منتخبنا، تكاد تكون غير مسبوقة”.
وتابع “شاهدت كيف أن الجماهير ما إن تتعرف على أي مغربي، حتى تسارع للسلام عليه، وتهنئته، والتعبير له عن مساندة المنتخب الوطني، وتشجيعه، وتنمي الفوز له”.
وأضاف البرلماني ذاته “شاهدت كذلك كيف أن الشوارع والتجمعات، تعرف رفع الأعلام المغربية بكثافة، ومن الجماهير العربية من أخبرني بأن الأعلام المغربية نفذت من مناطق البيع، لأن الاقبال عليها كان كبيرا”.
ومضى يصف مشاهداته لأجواء مواجهات المنتخب المغربي بقطر، “قد عشت في الساعات القليلة التي قضيتها في قطر، والتي أريد بالمناسبة أن أهنئ كافة مسؤوليها، على التنظيم الرائع العالي المستوى، -عشت- مشاعر الانتماء للأمة الاسلامية والعربية ولإفريقيا، ولاحظت هذه المشاعر بادية وواضحة على محيى الجماهير الحاضرة”.
“لقد شاهدت مظاهر الاعتزاز والافتخار بهذا الانتماء، ربما كل ذلك ليس كرها في الغرب، ولكن لما عاشته أمتنا من معاناة، ومن تعطش للانتصار، وجدته في ما حققه منتخبنا الوطني”، يقول عبد الله بوانو.
وقال “طبعا هذا لم يتحقق فجأة ولا اعتباطا، ولكن بفعل تميز منتخبا على جميع المستويات، ليس فقط على المستوى التقني لكرة القدم، الذي أبدع فيه مدربنا الوطني ولاعبوه، ولكن كذلك بالمظاهر المصاحبة لهذا الابداع والتميز، وفي صلبها القيم الكبيرة والنبيلة التي يدعو لها ديننا الحنيف ويحث عليها”.
ومن هذه المظاهر، يضيف بوانو، “سجود اللاعبين لله تعالى شكرا عقب كل انتصار، وكذا من خلال اصطحاب أمهاتهم وأفراد أسرهم والاحتفال معهم، وحضور العلم الفلسطيني في الاحتفالات، ومظاهر أخرى تبدو بسيطة في التعبير عنها، لكنها عميقة جدا في ميزان الاسلام، منها على سبيل المثال، عبارة “ديرو النية”، التي تختزل معان كبرى في التسليم لله تعالى وطلب عونه وتوفيقه”.
وأشار بوانو “هناك ملاحظة جديرة بالاثارة في غمرة ما يحققها منتخبنا من انتصارات، وهي كون أغلب لاعبيه من مغاربة العالم، ومنهم من ولد وترعرع في دول أوروبية، ومع ذلك ساهموا في اظهار القيم النبيلة التي أشرت إليها، ومنهم من بات رمزا لها، وفي هذا انعكاس لحجم التأطير الذي تتلقاه جاليتنا بالمهجر، والذي يستحق كل مسؤول عنه التحية والتقدير عليه، بحيث أظهر لاعبونا صورة مغايرة تماما للصورة التي يحاول البعض الصاقها وتعميمها على الجيل الثاني والثالث من أفراد جاليتنا بالمهجر”.
وأضاف “طبعا ونحن نواصل الاحتفاء والاحتفال بمنتخبنا، لا ننسى أن عملا كبيرا ينتظرنا، ويجب أن نستجمع قوانا كلها، ونتناسى بعض خصوماتنا السياسية، لكي نستثمر هذه الروح التي سرت بيننا كمغاربة، وبيننا وبين أشقائنا العرب والمسلمين والأفارقة، لكي نواجه التحديات التي تواجهنا في مجالات مختلفة على المستوى الداخلي، ليس فقط على المستوى السياسي والتعريف بالمغرب، وانما إعادة التعريف بالنموذج الحضاري لبلادنا، والتعريف بالتاريخ المجيد لأمتنا، للنهوض بها بما يرفع رأس المغرب والعرب والمسلمين بين باقي الأمم”
kawalisrif@hotmail.com
مقالات ذات الصلة
11 ديسمبر 2024
مطالب سكان جماعة تمسمان بالدريوش … مشاريع تنموية ضرورية لفك العزلة وتحسين الخدمات الأساسية
11 ديسمبر 2024