حملت المشاركة المغربية الناجحة في كأس العالم لكرة القدم في قطر مكاسب جيو-إستراتيجية جمة تتجاوز الشق الرياضي، لتشمل الأبعاد الثقافية والحضارية والفنية والسياحية، معززة القوة الناعمة المتصاعدة للبلاد ومكانتها الإقليمية والدولية.
وارتفع الاهتمتام باسم المغرب مباشرة بعد تقدم أسود الأسود الأطلس في المسابقة، حتى بات حديث العالم وتصدر الإعلام الدولي بجمع أصنافه، ما يعتبر أنه فرصة سانحة للترويج للمغرب كوجهة سياحية.
وتعليقا عن الموضوع، قال رشيد الخالدي المحلل الاقتصادي، إن بلوغ المنتخب الوطني المغربي إلى أدوار متقدمة في كأس العالم قطر 2022 ستكون له آثار إيجابية على الاقتصاد الرياضي بالمملكة، من خلال ارتفاع السومة السوقية لوجهة المغرب السياحية، حيث سيحاول العديد من المواطنين الأجانب استكشاف المغرب، لما عرفه من صيت غير طبيعي خلال مشواره في قطر، إذ إن عدد مشاهدي مباراة المغرب والبرتغال على سبيل المثال لا الحصر فاق مليار مشاهد عبر المعمور
وفي حديث صحفي اعتبر المحلل الاقتصادي أن اسم المغرب طُرح في جميع وسائل الإعلام الدولية، ما يعني أننا أمام سوق إشهارية ضخمة، وجب استثمارها، خاصة وأن الاقتصاد المغربي خارج لتوه من تبعات جائحة كورونا، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
الاهتمام بالمغرب، اجتاح وفق المتحدث وسائل الإعلام الدولية الأكثر تأثيرا، والتي أجرت العديد من التغطيات والروبورتاجات عن المغرب، مبرزا أنه تم ذكر اسم “المغرب” أكثر من 13 مليون مرة، وتسجيل أزيد من 130 مليون تفاعلا مع محتويات ” المغرب ” من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن مجموعة من المقاولات والحرف انتعشت من كاس العالم، بسبب نتائج المنتخب، حيث ارتفع الطلب على المقاهي والأقمصة والأعلام، وهذا ساهم في انتعاشة حقيقة للاقتصاد الوطني.
وزارة السياحة أكدت المعطيات السالفة، عندما تحدثت عن تضاعف الأرقام بعد تأهل المنتخب الوطني إلى مراحل الإقصاء المباشر، مبرزة في بلاغ لها “أن الأمر يتعلق بأداء أسطوري، لاسيما وأن المعدل السنوي عادة ما يبلغ حوالي 500 ألف إشارة إلى +المغرب+”.
وقد سمح هذا الأداء، وفق الوزارة بإمكانية بروز أسواق جديدة محتملة بالنسبة لوجهة ” المغرب “، بعيدا عن السوق الأوروبية، التي تعتبر المصدر الرئيسي للسياح إلى المغرب.
المغرب واجهة الإعلام الدولي
رغم عدم تمكنه من اقتناص بطاقة الترشح للمباراة النهائية إلا أن المنتخب المغربي تلقى إشادة جميع وسائل الإعلام العالمية، إذ وصفت صحيفة “ليكيب” الفرنسية المنتخب المغربي بالشجاع، مشيرة إلى أن نجوم أسود الأطلس، لم يمنحوا الفرصة للاعبي المنتخب الفرنسي بالظهور بمستواهم المعتاد.
وكتبت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية أن حلم منتخب المغرب بالتتويج بكأس العالم انتهى، قائلة “يا له من كأس عالم قدمه لنا هذا الفريق، لقد حقق مجداً حتى حينما تعرض لتلك الخسارة”.
في المقابل، عنونت صحيفة (لاغازيتا ديللو سبورت) الإيطالية على موقعها الإلكتروني الرسمي “فرنسا في النهائي لكن التصفيق والتحية يذهبان للمغرب”.
أما شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية، فأبرزت لقطة “سجود” لاعبي منتخب المغرب عقب انتهاء المواجهة ضد فرنسا، مضيفة أن بطل العالم استغل الفرص التي حصل عليها لهز الشباك وترجمها لهدفين، فيما امتلك منتخب أسود الأطلس الكرة وصنع العديد من الهجمات، لكنه تعذر عليه العودة وإحراز التعديل.
ألقت شبكة (روسيا اليوم) الضوء على الجماهير المغربية التي احتشدت في مدرجات ملعب (البيت)، الذي استضاف اللقاء، حيث أوضحت أنها أبهرت الجميع بتشجيعها الفريق بحماس كبير تحت أنظار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي حضر المواجهة لمؤازرة منتخب بلاده.
طارق غانم :
16/12/2022