الطيب يصدّق كل شىء، ويسهل الضحك عليه، وخداعه أمر سهل. الظن السيئ بعيد عن تفكيره لأنه طيب. والطيب لا يظن السوء، لا يمكر ولا يعرف المكر، وحال رشيد صبار المثقف وصاحب الحمولة الوازنة بداية من فترة الفرقة النحاسية وأنغام مجموعة زرياب الموسيقية مرورا بمساره في التدبير الرياضي وتجربة إلماس الثقافية و أعمال جليلية متعددة لا يسع الوقت لذكر حسناتها ، فالحياة ليست كلها بألوان سياسة وأحزابًا وبرلمانات وأسئلة، إنما الحياة تضم الطيب والخبيث والخسيس ، حوارات تحت الجلد وداخل النفس وتؤثر على السلوك. ونحن نتعامل مع كل ألوان البشر، ولكننا لا نكتشف نوعية البشر ونوعية معدنهم إلا من خلال التعامل، فهو الكشاف للمعدن!. فهل وصل الإطار البنكي السابق المدجج بالتجارب والرصيد المعرفي للإنفلات من « أضحوكة زمانه» ( عبسرام -ن-سيني ) .
البشر ليس كلهم طيبون و الذاكرة الغير المشتركة الذي يحشر “عبسرام نفارخانة” ، أنفه فيها بكل جهد وقوة مستعينا بمختلف المقويات ويقحم بذلك ويرغم الناظور في أجندته المسمومة معظمهم ( نقصد من يخطط للسيناريوهات ) فيهم السيئ و الماكر. والطيب لا يصلح مثل صديقنا في هذه الحلقة السيد رشيد صبار الخلوق الملقب (بميس أوريفي) نسبتا لوالده المرحوم برحمة الله الطبيب ومديرة المحطة الطرقية و الفاعل المدني في عز شبابه …. صديقنا المذكور مطالب بالرحيل من شرفة النخبة أي الشرفية الموجودة والمتعارف عليها في مجموعة من القاعات السينمائة وصالات الأوبيرا إصرار رشيد الصبار التفاني في المساندة وإنقاذ ماء وجه الناظور (الملطخ بفساد مول الخيمة ماسك السيݣار عوض الطباشير ) عبر مساعدة شبكة النصب في الأعمال الإدارية والشبه فنية .
والإختيارات الغير الناجحة هذه المرة لمن لا تفضحه طيبته. هو سهل الإنقياد. خصوصا إذا تصادف أن له رئيس أو مدير ماكرا مثل المتدحرج إلى بوابة أوروبا فهو يقوده إلى داخل منطقة المكر. وهو يعتقد أن العالم كله من الطيبين. الطيب بلا كاريزما، فلا شىء يلمع فى ذهنه ويصدق كل الناس ولا يتصور أن مخلوقًا يكذب فى هذا الكون!
ونعود بقرائنا بنوستالجيا سريعة إلى فترة الحماية الإسبانية التي إمتدت من سنة 1912 إلى سنة 1956، كان إقليم الناظور يتوفر على عشرات القاعات صالحة للعروض السينمائية والمسرحية. وقد تهاوت جل هذه القاعات عن تقديم خدماتها الثقافية والفنية.وأخر القاعات : الريف وڤيكتوريا لمالكهم ” سويكو وإخوانه ” بحيث فضلوا عرض أفلام جنسية ممنوعة 18+ قصد تلقى الإنذارات والتوقيفات قبل صدور قرار المركز السينمائي المغربي و بيع العقار ثم شروع المشتري في هدم بناية سينما الريف التي يضع فيها صديقنا ” العمالي ” العود في عجلتها منذ عقدين مثل مسمار حجة رافضا تشيد بناية جديدة من خلال صيدلة تتواجد في ركن العقار ربما لغرامه بأفلام خالدة مازالت في مخيلته تعود للسينما الهندية مرور كواليس الريف بشارع إبن رشد فقط للتذكير بأن للناظور شرفاء لايبعون النزالات ولو بالعملات الصعبة وذكرنا بمواطن ناظوري عاقب مالك العقار السابق للسينما بطريقته الخاصة على نقيض عبسرام -ن-سيني بائع المقابلات الودية و الرسمية ، والشرف والعفة ، بل وحتى أخلاقه إن كان يمتلكها أصلا .
فى كل مجال خبثاء … ويقول مقربون من العهر الفني إن كل إنسان طيب عنده «إرهاصات خبث»، إذ تنقلب الآية هنا بالناظور ومعنى ذلك أن الشخص الطيب «درع» للخبيث ! والخبثاء صعب معاشرتهم ، بحيث يرى أبناء الناظور و المناطق المجاورة لها خصوصا ، أن «الخبيث وجه بلا ملامح»، فيما وصف أحد الحكماء في سياق موضوعنا هذا قوله: أن بعد معاشرتى لبعض الأوغاد بمهرجان العبث ،إكتشفت أن لا أحد يصون العيش والملح إلا الثلاجة “اللهُم أكّفنا شَر لُطفاء المظهر ، خُبثاء النّوايا ” بل حتى الشعراء والحكماء ينادون كذلك بالإبتعاد عن اللئام والحمقى أما الحمق فصفة مذمومة ولكنها – على سوئها – أسهل من اللؤم، الأحمق قليل عقل لا يفكر في العواقب ولا يعرف ما يضره مما ينفعه، أما اللئيم فهو خبيث بخيل وقد يكون ذكياً جداً لكنه يستخدم ذكاءه بكل أنانية وربما إجرام وهو ما يسمى في علم النفس (الشخصية السيكوباتية) صاحبها يقتل القتيل ويمشي في جنازته. مثل (عبسرام بوقيذون -ن- سيتي ) .
25/12/2022