اقتحم الآلاف من أنصار الرئيس البرازيلي اليميني السابق، جايير بولسونارو، مقر البرلمان في العاصمة برازيليا. وتعهد الرئيس الجديد لويز إيناسيو لولا دا سيلفا بالعثور على الجناة ومعاقبتهم. وجاءت المشاهد الدرامية بعد أسبوع من تنصيب السياسي اليساري المخضرم. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في مواجهة المتظاهرين، الذين ارتدى كثيرون منهم قميص منتخب البرازيل لكرة القدم بينما تدثر بعضهم بالعلم الوطني، لكنها فشلت في صدهم. كما اقتحم أنصار بولسونارو المحكمة العليا وحاصروا القصر الرئاسي. وصدرت أوامر للحرس الوطني بدخول برازيليا لاستعادة النظام. كما أمر الرئيس بإغلاق وسط العاصمة – بما في ذلك الشارع الرئيسي حيث توجد المباني الحكومية – لمدة 24 ساعة. وذكرت وسائل إعلام محلية أن قوات الأمن استعادت السيطرة على المنطقة، لكن المسؤولين لم يؤكدوا ذلك بعد.
ورفض بولسونارو مرارا قبول أنه خسر الانتخابات التي جرت في أكتوبر/ تشرين الأول، وغادر البلاد الأسبوع الماضي بدلاً من المشاركة في مراسم التنصيب، التي كان من المفترض أن يسلم خلالها وشاح الرئاسة. ولم يعلق بولسونارو (67 عاما)، الذي يُعتقد أنه موجود في فلوريدا، على الفور. وقال دا سيلفا – المعروف باسم لولا – إنه “لا توجد سابقة في تاريخ بلدنا” للمشاهد التي حدثت في برازيليا يوم الأحد، واصفا العنف بأنه من “أعمال مخربين وفاشيين”.
كما انتقد قوات الأمن لفشلها في منع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى البرلمان، متهما إياها بـ”عدم الكفاءة أو سوء النية أو الحقد”. وقال: “سترون في الصور أنهم (ضباط شرطة) يوجهون الناس في طريقهم إلى (ساحة) براكا دوس تريس باورز. سنكتشف من هم ممولو هؤلاء المخربين الذين ذهبوا إلى برازيليا، وسيدفعون جميعا (الثمن) بقوة القانون”. وأظهر مقطع فيديو، بثته منصة “أو غلوبو” الإخبارية، بعض الضباط يضحكون ويلتقطون الصور سويا بينما يظهر في الخلفية المتظاهرون الذين احتلوا حرم البرلمان.
وحطم متظاهرون نوافذ، بينما وصل آخرون إلى قاعة مجلس الشيوخ، حيث راحوا يقفزون على المقاعد. وتُظهر لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي متظاهرين يسحبون شرطيا من على حصانه ويهاجمونه خارج مبنى البرلمان. وليس من الواضح إذا كانوا لا يزالون في المبنى، لكن لقطات بثتها وسائل إعلام رسمية أظهرت احتجاز الشرطة لعشرات المتظاهرين بقمصانهم الصفراء خارج القصر الرئاسي. وشوهد مشتبه بهم آخرون – كانت أيديهم مقيدة خلف ظهورهم – وهم يُقتادون إلى خارج المبنى. وكان المتظاهرون قد تجمعوا منذ الصباح في المروج أمام البرلمان وعلى بعد كيلومتر من شارع إسبلانادا، الذي تصطف على جانبيه مقار وزارات ومعالم وطنية. وبدت الإجراءات الأمنية محكمة، إذ أُغلقت الطرق حول منطقة البرلمان ووقف أفراد شرطة مسلحون عند كل مداخل المنطقة. وشبّه كثيرون ما حدث باقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي، الذي يضم الكونغرس، في 6 يناير/ كانون الثاني 2021، من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، حليف بولسونارو. ويدعو أنصار بولسونارو إلى تدخل الجيش واستقالة لولا، الذي هزم منافسه اليميني المتشدد في الانتخابات. وأنشأ العديد منهم معسكرات في مدن بأنحاء البرازيل، بعضها خارج ثكنات عسكرية. وذلك لأن أنصاره الأشد حماسة يريدون تدخل الجيش وإجراء انتخابات جديدة، قائلين إن الانتخابات سُرقت منهم. وبدا أن تنصيب لولا كبح تحركاتهم، إذ تم تفكيك المعسكرات في برازيليا ولم تكن هناك اضطرابات في اليوم الذي أدى فيه اليمين. لكن مشاهد يوم الأحد تظهر أن تلك التوقعات كانت سابقة لأوانها. وأثار اقتحام البرلمان إدانات من شتى أنحاء العالم. وانتقد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ما سمّاه اعتداء على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في البرازيل. وتعهد بايدن، في تغريدة بموقع تويتر، بدعم واشنطن الكامل للمؤسسات الديمقراطية البرازيلية. وتلقى لولا كذلك دعما من شتى أنحاء أمريكا اللاتينية، بما في ذلك الأرجنتين والمكسيك وتشيلي. وأبدى الاتحاد الأوروبي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدعم للرئيس البرازيلي.
وكالات :
09/01/2023