نبدأ جولتنا من صحيفة التليغراف، ومقال بعنوان: “لماذا قد تكون فضيحة وثائق بايدن السرية أسوأ من فضيحة ترامب؟”. ويتناول المقال، الذي كتبه محرر الصحيفة للشؤون الأمريكية نيك ألان، قضية العثور على بعض الوثائق المصنفة على أنها سرية، والتي تتعلق بالفترة التي كان يشغل فيها جو بايدن منصب نائب الرئيس الأمريكي. ويربط الكاتب بين هذه القضية وأخرى مماثلة متعلقة بالرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يخضع لتحقيق بسبب نقله وثائق سرية إلى فلوريدا بعد انتهاء ولايته الرئاسية.
واعتبر الكاتب أنه “في بعض النواحي، قد يكون سوء التعامل الواضح لجو بايدن مع الوثائق السرية أسوأ حتى من تعامل دونالد ترامب” مع قضيته. ويرى نيك ألان أن الوضع خطير للغاية بالنسبة لكلا الرجلين، حيث يمكن أن يكون كل منهما قد ارتكب جرائم بموجب قانون السجلات الرئاسية وقانون التجسس إذا كانا قد تصرفا “بإهمال جسيم”. وبينما تم العثور على مئات الوثائق السرية بحوزة ترامب، عثر حتى الآن على نحو عُشر هذه الكمية لدى بايدن. ومع ذلك، احتفظ ترامب بالوثائق في غرفة تخزين وفي مكتبه في منتجعه الخاص – مار إيه لاغو – بولاية فلوريدا حيث استمر في العيش والعمل بعد مغادرة البيت الأبيض. في حالة بايدن، تم العثور على الدفعة الأولى من المواد السرية في خزانة مقفلة في مركز أبحاث بواشنطن، حيث كان يحتفظ بمكتب خاص. وتوقف بايدن عن استخدام هذا المكتب عندما أطلق حملته الرئاسية في أبريل/ نيسان من عام 2019. ومع ذلك، كانت الوثائق لا تزال موجودة بعد أكثر من ثلاث سنوات، وتم العثور عليها في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2022. وترك ذلك الباب مفتوحًا أمام السؤال، حول من كان بإمكانه الوصول إلى تلك الوثائق خلال تلك السنوات الثلاث. ومع ورود أنباء عن العثور على المزيد من الوثائق في مرآب السيارات بمنزل بايدن في ولاية ديلاوير، فلا بد أن ذلك سبب سعادة لترامب، وفق الكاتب. وبالإضافة إلى كونها ضربة مدمرة لبايدن، فهي دفعة كبيرة لترامب قبل مواجهة محتملة بين الرجلين في انتخابات الرئاسة لعام 2024. “هذه القضية تفسد ما كان متوقعا أن يكون إحدى النقاط الرئيسية في هجوم الرئيس (بايدن) – ألا وهي أن الناخبين لا يستطيعون الوثوق في ترامب بشأن تعامله مع أسرار الأمة”. واعتبر الكاتب أن العديد من الأمريكيين يخشون الآن من أنهم لا يستطيعون الوثوق بأي من الرجلين. ويقوم محقق خاص الآن بالتحقيق في القضية، كما هو الحال بالفعل مع ترامب. “إنهما في قارب واحد، وتتسرب إليهما المياه”. وأشار الكاتب إلى أن ترامب جادل بأنه قد رفع السرية عن الوثائق، التي عثر عليها في منتجع” مار إيه لاغو”، قبل أن يغادر منصب الرئيس. وكنائب للرئيس، كان لبايدن نفس السلطة لرفع السرية عن الوثائق التي ظهرت لاحقًا في مكتبه وفي المرآب، ومع ذلك لم يجادل بايدن بأنه فعل ذلك، وبدلاً من ذلك أشار إلى أنه لم يكن على علم بوجود الوثائق هناك. واختتم الكاتب “دفاعه هو الجهل (بوجود الوثائق)، لكن هذا ليس بالضرورة دفاعًا بموجب القانون”.
“لا تغيير في استراتيجية الحرب”