لم يجد النظام الجزائري أدنى حرج في تمرير خطابه العدائي ضد المغرب لدرجة الدعوة إلى رفع السلاح ضده، مستعينة بـ” شيف زوليفوليل”، الذي استغل رمزية جده نيلسون مانديلا في الترويج لخطاب انفصال الصحراء بشكل دموي خلال افتتاح كأس إفريقيا للمحليين يوم أمس الجمعة، متجاهلة أنها تعاني من دعوة انفصالية أخرى بمنطقة القبايل، وأن المغرب مقبل على تنظيم حدث أكبر هو كأس العالم للأندية.
وأتت الجزائر بزوليفوليل إلى حفل الافتتاح، بعد أن كلفها ذلك إطلاق اسم جده على الملعب الذي كان معروفا سابقا بملعب “براقي”، لتمرير خطابها المعادي للمغرب، حيث قال “دعونا لا ننسى آخر مستعمرة في إفريقيا، الصحراء الغربية، دعونا نحارب لتحريرها”، وهي إلى جانب كونها خلطا للسياسة بالرياضة، تمثل دعوة صريحة للحرب على مسامع رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، ورئيس الكاف باتريس موتسيبي.
وفضلت الجزائر المغامرة بملف ترشيحها لاحتضان كأس إفريقيا 2025، الذي تتنافس فيه مع المغرب ودول أخرى، من أجل الاستمرار في نهجها العدائي للمغرب، حيث منعت طائرة الخطوط الملكية المغربية التي تحمل أفراد المنتخب المغربي من دخول أجوائها، خارقة بذلك دفتر تحملات البطولة، ثم روجت لخطاب سياسي عدائي في حفل الافتتاح، متجاهلة تحذيرات الاتحادين الدولي والقاري من خلط السياسة بالرياضة.
لكن ما لم تستحضره الجزائر، هو أن الأمر يتعلق ببطولة من الدرجة الثانية، تقيمها “الكاف” من أجل إرضاء اللاعبين المحليين، ولا تحظى بالمتابعة الوازنة حتى داخل القارة السمراء، في حين أن جيرانها الغربيين سيحتضنون بعد أسبوعين كأس العالم للأندية، وهي بطولة من تنظيم “الفيفا” وتحظى بمتابعة كبيرة عبر العالم، ويمكن أن تكون محفلا لترويج خطاب مضاد.
ويحتضن المغرب كأس العالم للأندية للمرة الثالثة في تاريخه، على ملعبي الرباط وطنجة، خلال الفترة ما بين 1 و11 فبراير 2023، وتحظى البطولة بمتابعة كبيرة بسبب قيمة الفرق المشاركة فيها، ويتعلق الأمر بريال مدريد الإسباني، صاحب أكبر قاعدة جماهيرية على مستوى العالم، وفلامينغو البرازيلي، عملاق أمريكا اللاتينية، إلى جانب الهلال والأهلي، أقوى ناديين في السعودية ومصر تواليا.
ويملك المغرب ورقة صار يستخدمها بين الفينة والأخرى في السنوات الأخيرة، للرد على دعم الجزائر للخطاب الانفصالي في الصحراء، بعد أن امتنع عن ذلك لعقود، ويتعلق الأمر بمطالب الحركة من أجل تقرير المصير في القبائل من أجل تأسيس جمهورية منفصلة في شمال البلاد، وسبق أن لعب هذه الورقة داخل أروقة الأمم المتحدة ما أغضب الجزائر إلى درجة جعله من مبررات قطع العلاقات مع الرباط.
وتخاطر الجزائر بطرح هذا الموضوع بصيغة ما خلال “الموندياليتو”، خاصة إذا لم تتحرك الفيفا أو الكاف لمعاقبتها جراء ما حصل في حفل الافتتاح، ذلك أن هذا الأمر يمنح “غطاء شرعيا” لجميع الدول لاستغلال الأحداث الكروية من أجل تمرير الرسائل السياسية، علما أن الجامعة الملكية المغربية أعلنت رسميا أنها راسلت الكونفدرالية الإفريقية الإفريقية حول هذا الموضوع.
وبعد تصريف كل هذا العداء الجزائري نحو المغرب في بطولة رياضية مثل “الشان”، يبقى السؤال مطروحا ومشروعا: ماذا لو رفع الجمهور المغربي هتافات “الحرية لشعب القبائل” أمام ملايين المشاهدين في بطولة كأس العالم للأندية التي ستجرى في المملكة المغربية، الشهر المقبل، بحضور عشرات الصحافيين من مؤسسات إعلامية ذات صيت عالمي، وأمام عدسات القنوات الدولية في مباريات تحضرها فرق مثل ريال مدريد وفلامينغو البرازيلي وأوكلاند سيتي النيوزيلاندي، سياتل ساوندرز الأمريكي، والأهلي المصري، والهلال السعودي، والوداد البيضاوي؟ .
متابعة :
15/01/2023