حمزة المتيوي :
أعرب زعيم جبهة “البوليساريو” إبراهيم غالي، عن رغبته في الدخول في “مفاوضات” مع المغرب لإيجاد “حل” لقضية الصحراء، معترفا في الوقت نفسه، بفارق القوة الشاسع بين ميليشياته وبين القوات المسلحة الملكية، كما أقر بتسلل الإحباط إلى نفوس عناصر الجبهة في ظل عدم وجود تجاوب دولي مع مطالبهم الانفصالية.
واستضافة شبكة الإذاعة والتلفزيون العمومية الإسبانية RTVE زعيم الجبهة الانفصالية على هامش المؤتمر السادس عشر لهذه الأخيرة، الذي احتضنته مخيمات تندوف، حيث أورد أن “البوليساريو وكل مقاتليها لم يُغلقوا الباب أبدا أمام المفاوضات والحل السياسي والسلمي للصراع”، مضيفا “لسوء الحظ، أعداؤنا ليس لديهم الموقف نفسه”.
واعتبر غالي أن المغرب “يفتقر إلى الإرادة السياسة للتوصل إلى حل عادل ونهائي يحترم القانون الدولي”، علما أن الموقف الرسمي للرباط هو الاستعداد المبدئي للمفاوضات لإيجاد حل سياسي نهائي، لكن ليس مع “البوليساريو” وإنما مع الجزائر، على اعتبار أن هذه الأخيرة، في نظر الدبلوماسية المغربية، ليست صاحبة القرار، بل هي خاضعة لإملاءات جزائرية.
وعاد غالي لانتقاد موقف الحكومة الإسبانية المُعبر عنه من طرف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مارس من سنة 2022، حين أعلن دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي باعتباره الأكثر جدية وواقعية ومصداقية، واصفا الأمر بأنه “الخيانة الثانية للصحراويين بعد ما جرى قبل 50 سنة”، أي عندما انسحبت قواتها من الصحراء ليستردها المغرب.
وبخصوص السياق الذي تأتي فيه “الحرب” التي تزعم البوليساريو خوضها ضد المغرب، أقر غالي بالفارق الكبير في القوة مع الجيش المغربي، وخاصة استخدام الطائرات بدون طيار التي تتصدى لمسلحي الجبهة خلف الجدار الأمني، معتبرا أنه خلال الحرب التي دارت ما بين 1975 و1991 لم يكن هناك توازن في القوى، وحاليا هناك “اختلال كبير في التوازن، وبين حركة تحرير وجيش مجهز بكل الوسائل، على حد تعبيره، وأضاف أن مسلحي الجبهة “سيتكيفون تدريجيا” مع الوضع الجديد الذي تتطلبه الحرب.
وبدا غالي محرجا وهو يُسأل عن نوايا الجبهة في اختراق الجدار الأمني، قائلا “يجب أن نتكيف مع شعار المؤتمر السادس عشر مستقبلا”، الذي تحدث عن تكثيف “الكفاح المسلح”.
واعتبر غالي أن “العودة إلى السلاح” سنة 2021 بعد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الأمم المتحدة سنة 1991، لم تكن متوقعة، مضيفا أن عناصر البوليساريو “كانوا يعتقدون أنهم يتعاملون مع عالم عادل يحترم القانون الدولي، لكن 30 عاما أظهرت العكس، إنه أمر محبط”، على حد توصيفه، مشتكيا من “تجاهل” المجتمع الدولي والأمم المتحدة للجبهة الانفصالية.
23/01/2023