على الرغم من تقديم أوراق اعتماده بشكل رسمي لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بتاريخ 30 دجنبر 2022، لا زال السفير الفرنسي الجديد بالمغرب، كريستوف لوكورتيي، في حكم الغائب بالنسبة للمغرب، إذ وفق المعطيات التي حصلت عليها الصحيفة، فإن الرباط تتعامل مع السفير الفرنسي وكأنه غير موجود كرد فعل دبلوماسي على ما تعتبره استهدافا لمصالحها من طرف باريس.
ووفق معطيات حصرية تحصلت من لدن مصادر دبلوماسية تؤكد أن لوكورتيي “أصبح منبوذا في الرباط”، مبرزة أن المسؤولين المغاربة، بمن فيهم أعضاء الحكومة، يتعاملون معه “بكثير من التحفظ”، على الرغم من محاولته البروز خلال الأسابيع الأخيرة من خلال القيام بعدة جولات والمشاركة في مجموعة من الأنشطة، على غرار زيارته لمقر الشركة المكلفة بالوساطة في الخدمات القنصلية الخاصة بالتأشيرة في الرباط رفقة القنصل العام لباريس في العاصمة ساندرين لولونغ موتا.
وحسب ذات المصادر فإن لوكورتيي “غير مرحب به” من طرف المسؤولين الرسميين والفاعلين السياسيين بالمملكة، وأغلب الأنشطة التي يفترض أن تكون بشراكة مع السفارة الفرنسية بالرباط يتم إلغاؤها أو تأجيلها في أحسن الأحوال، وذلك في ظل الغضب المغربي من فرنسا بعد التقرير الأخير للبرلمان الأوروبي الذي اعتبره المغرب معادٍ له، والذي صوت عليه نواب فرنسيون من بينهم منتمون لحزب الرئيس إيمانويل ماكرون.
وكان لوكورتيي قد حاول تطويق الأزمة من خلال تصريحات نقلتها مجلة “تيل كيل”، حين أورد أن الحكومة الفرنسية لا مسؤولية لها في القرارات الصادرة عن البرلمان الأوروبي، معتبرا أن الحكومة الفرنسية مسؤولة فقط عن القرارات الصادرة عن سلطاتها، وقال السفير الفرنسي “توصيات البرلمان الأوروبي لا تلزم فرنسا أبدا”، وتابع “تلك القرارات صادرة عن البرلمان الأوروبي البعيد عن سلطاتنا، وهي صادرة عن منتخبين، والحكومة غير مسؤولة عن البرلمانيين الأوروبيين”.
ويأتي ذلك في سياق برز العديد من علامات الأزمة بين الرباط وباريس، آخرها ما صدر في الجريدة الرسمية المغربية بتاريخ 2 فبراير 2023، حيث نشرت بلاغا لوزارة الخارجية تعلن فيه إنهاء مهام محمد بنشعبون، كسفير للمملكة لدى فرنسا، ابتداء من 19 يناير 2023، وذلك بناء على تعليمات من الملك محمد السادس، دون الإعلان عن أي سفير جديد.
وكان الملك محمد السادس قد عين بنشعبون مديرا عاما لصندوق الاستثمار الذي يحمل اسمه، وذلك بتاريخ 19 أكتوبر 2022، في ظل فراغ دبلوماسي في السفارة الفرنسية بالرباط، إثر إعلان مغادرة السفيرة السابقة هيلين لوغال إلى بروكسيل لبدء مهامها الجديدة في الاتحاد الأوروبي، ما أحدث حينها فراغا دبلوماسيا متبادلا في سفارتي البلدين، في سابقة من نوعها، وإلى الآن لا زالت الرباط لم تُعلن عن تعيين أي سفير جديد على الرغم من قيام باريس بتعيين لوكورتيي.
متابعة :
12/02/2023