بديع الحمداني :
قامت الجزائر بحجب الموقع الرسمي لوكالة الأنباء الرسمية التابعة “وأج” عن المغرب، بعدما أعلنت في الأيام القليلة عن تعرض الوكالة المذكورة لهجمات سيبرانية وصفتها بـ”الحادة”، مشيرة إلى أن مصدر هذه الهجمات هو المغرب وإسرائيل وجهات أخرى أوروبية لم تُسمها.
ولم يعد الموقع الرسمي لوكالة الأنباء الجزائرية حاليا مُتاحا للاطلاع على محتوياته من المغرب، عبر التصفح العادي، حيث تم حجبه عن جميع المتصفحين من المملكة المغربية، فيما يبدو كقرار جزائري وقائي ضد الهجمات السيبرانية بعدما اتهمت المغرب بالوقوف وراء بعض تلك الهجمات، بالرغم من أن تصفح الموقع الرسمي للوكالة الجزائرية مُمكن عن طريق الـ “VPN”.
وبالمقابل، فإن الموقع الرسمي لوكالة الأنباء المغربية “MAP” أو “لاماب”، شهد منذ يوم أمس الأربعاء حدوث تعطل يوقف الموقف عن الخدمة لفترة معينة قبل أن يعود من جديد، ولم تخرج الوكالة الرسمية للمغرب بأي بلاغ لتوضيح أسباب هذا التعطل الذي يأتي على بُعد أيام من إعلان الجزائر عن تعرض وكالة أنبائها لهجمات سيبرانية.
ولا تُعتبر الهجمات السيبرانية المتعلقة باختراق المواقع الرسمية أمرا جديدا، حيث سبق أن أعلنت الجزائر عن تعرض الموقع الرسمي لوكالة الأنباء الرسمية للاختراق في سنة 2017 من طرف “هاكرز قبايليين”، كما أن الموقع الرسمي للمكتبة الوطنية المغربية تعرض للاختراق بداية يناير الماضي من طرف “هاكرز جزائريين”.
وفي الوقت الذي تتهم الجزائر حاليا المغرب بالوقوف وراء الهجمات التي تعرضت له وكالة الأنباء الرسمية “وأج”، فإن المغرب لم يُوضح أسبات تعطل وكالة الأنباء الرسمية “لاماب”، هل هو نتيجية لمحاولات اختراق جزائرية ردا على ما تعرضت له “وأج”، أم مجرد تعطل عادي مرتبط بتخزين البيانات والخوادم.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين المغرب والجزائر تمر بأسوأ فتراتها منذ عقود طويلة، حيث قررت الجزائر منذ حوالي عامين قطع جميع علاقاتها مع الرباط بدعوى “الاعمال العدائية للمغرب تُجاه الجزائر”، واتهمت الأخيرة المغرب بالعديد من الاتهامات، وفي كل مرة تُقحم الجزائر إسرائيل في صراعها مع المغرب في محاولة لشيطنة الرباط.
وكان الملك المغربي محمد السادس قد وجه دعوتين للجزائر لفتح باب الحوار وتجاوز الخلافات الثنائية المرتبطة بالماضي وبدء صفحة جديدة في العلاقات، إلا أن النظام الجزائري تجاهل الدعوتين، واستمر في اتهام المغرب بمحاولة زعزعة استقرار البلاد، بالرغم من أن الملك محمد السادس أكد في إحدى خطاباته الأخيرة الموجهة للجزائر، بأن الضرر لن يأت للجزائر من جهة المغرب.
16/02/2023