لا يزال جنرالات الجزائر الحكام الفعليين للبلد، يسابقون الزمن ويعاكسون جميع المعطيات الميدانية، في محاولاتهم المرضية المتكررة لاستهداف مصالح المملكة المغربية، على مستوى جميع الجبهات والمستويات.
في هذا الإطار، وقعت الجزائر وإيران على مذكرة تفاهم، وهذه المرة بشكل علني، تتعلق بالتعاون العسكري بين الجمهوريتين.
وتم التوقيع على المذكرة، في مقر السفارة الإيرانية بين الملحق العسكري هناك، وبحضور عدو المغرب “أمير الموسوي” عراب هذا الاتفاق، وبين مبعوث “السعيد شنقريحة”، الذي لم يثق في إرسال أحد من القادة العسكريين أو الاستخباراتيين، بل أرسل “شفيق مصباح” لإمضاء مذكرة التفاهم نيابة عنه مع الإيرانيين.
ومن ضمن ما تم الإشارة إليه في مذكرة التفاهم، إقامة مشاريع صناعة عسكرية إيرانية\جزائرية فوق الأراضي الجزائرية، يكون هدفها هو التصدير نحو إفريقيا.
هذا، واستدعى “شنقريحة” جنرالاته في سرية كبيرة،لإطلاعهم على فحوى رسالة قائد الجيش الإيراني، ومذكرة التفاهم التي ثم الإمضاء عليها سرا، خوفا من يسميهم بعض الخونة المندسين داخل الجيش الجزائري، ويتعاملون مع جهات خارجية معادية على حد تعبيره.
كما أخبرهم، بأن إيران مستعدة للاستثمار في مشاريع عسكرية مهمة، داخل التراب الجزائري، وعليهم أن يوافقوه الأمر، لأن المغرب وإسرائيل سيقدمان على نفس الخطوة، حسب توصيفه.
للتذكير، فالرابح الأكبر من هذه الصفقة\مذكرة التفاهم، ستكون هي إيران التي عجزت عن إيجاد زبائن لشراء سلاحها، بعد رفع الأمم المتحدة الحظر على بيع أسلحتها، حيث ستجد (إيران) في الجماعات المسلحة المنتشرة في ربوع الدول الإفريقية، والتي لها علاقات كبيرة مع “شفيق مصباح” والمخابرات العسكرية الجزائرية، سوقاً حيوية لبيع أسلحتها.
في سياق متصل، ومن خلال رسالة حملها “أمير الموسوي” من القائد العام للجيش الإيراني آللواء “عبد الرحيم موسوي” إلى رئيس أركان الجيش الجزائري” السعيد شنقريحة”، قال الإيرانيون إن التحرك الإسرائيلي على الحدود الغربية للجزائر يثير قلق الجمهورية الإسلامية،وهي مستعدة لتضع كل إمكانياتها العسكرية في خدمة الجزائر، إذا ما تعرضت لأي خطر يهدد أمنها واستقرارها، لأن إيران لا تتخلى عن حلفائها مهما بلغ الأمر من تحديات.
وجاء في الرسالة أيضا، التي اطلعت “أخبارنا المغربية” على بعض فقراتها:”إن الجزائر ليست دولة عادية بل لديها مواقف دولة عظمى ونشيد بحفاظها على سيادتها واستقلال مواقفها وفرضها لمبدأ عدم التدخل في شؤون الغير”.
كما قالت قيادة الجيش الصفوي في رسالتها الموجهة إلى “شنقريحة”، إن إيران متحمسة جدا لمواقف الجزائر، وأن الجيش الجزائري يضرب به المثل في الاستقامة والنزاهة والاحترافية، فضلا عن مواقفه المشرفة من القضايا العربية والإسلامية والقضايا العادلة بشكل عام…
فالجمهورية الإسلامية الإيرانية، بكل قواها التقنية والفكرية وإمكانياتها العسكرية، ستكون تحت تصرف الجزائر، في مواجهة أي خطر يداهم هذا البلد الأمن، حسب ما جاء في نص الرسالة، التي أشارت إلى أن المرشد الأعلى يهمه أمر الجزائر بشكل كبير، وأنه منشغل جدا بالأحداث الأخيرة التي تجري على حدودها الغربية.
كواليس الريف: متابعة
24/03/2023