تناول تقرير أصدره “مركز الإمارات للسياسات” العلاقات بين الجزائر والصين، مبينا النقاط المشتركة والنقاط الخلافية بين البلدين، أهمها قضية الصحراء المغربية، ومبادرة المملكة منح أقاليمها الجنوبية حكما ذاتيا.
وكشف التقرير، الذي يحمل عنوان “الموازنة والتحوُّط: العلاقات الصينية-الجزائرية في ظل تنافس القوى العظمى” أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت زخماً حقيقياً خلال اللقاء الأول الذي نظم في الاجتماع الأفرو-آسيوي في باندونغ عام 1955، ثم لاحقاً بعد اعتراف الصين بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عام 1958، وكانت أول دولة غير عربية تعترف بها.
وسجل التقرير أن “الجزائر هي الشريك الأصغر في العلاقات الثنائية. ويظهر ذلك في حجم صادرات الصين للجزائر التي تتجاوز 7 مليارات دولار سنوياً، وينعكس وضع الجزائر أيضاً في التصورات المتبادلة بين الدولتين”.
وأبرز المصدر ذاته أن أحد أهم نقاط الخلاف بين الجانبين، تكمن في توقعات الجزائر إزاء موقف الصين من حركة البوليساريو وقضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن الصين دعمت خلال حكم “ماو” حركات التحرر في أفريقيا والعالم العربي القائمة على حق تقرير المصير. لكن منذ “دنغ تشايوبنغ”، باتت السياسة الخارجية الصينية أكثر برغماتية وتوقفت، بشكل شبه كامل، عن تسليح الحركات المسلحة حول العالم وتمويلها. وينسحب الموقف البرغماتي الصيني على قضية الصحراء المغربية أيضا. وتتبنى بيكين اليوم موقفاً محايداً مستنداً لسياسة الموازنة الاستراتيجية في علاقاتها بكلٍّ من الجزائر والمغرب، بحسب التقريرنفسه.
وأوضح التقرير أن الصين تواصل في العلن “التمسك بموقف محايد وتشجيع الأطراف على التوصل إلى حل عادل ودائم من خلال المفاوضات”، دون تقديم أي مبادرات للوساطة بين المغرب والبوليساريو، كما يأمل مسؤولون جزائريون، مضيفا أن “ما يُقلق بعض المسؤولين في الجزائر أن الصين، في المحادثات السرية مع المغاربة، تُعلن دعمها لخطة الحكم الذاتي الذي تقترحه المغرب لحل قضية الصحراء، وهو ما يعتبره الجزائريون “موقفاً محيراً”. ويرجع ذلك إلى تفسير الصين للقضية باعتبارها تتعلق بمبدأ احترام سيادة أراضي المغرب ووحدتها”، بحسب المصدر ذاته.
وترى الصين أن المغرب يزداد قوة وأهمية استنادا لاتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل (واعتراف الولايات المتحدة في المقابل بسيادته على صحرائه)، وتوطد العلاقات مع واشنطن وأوروبا، والنفوذ المغربي المتصاعد في منطقة الساحل وجنوب الصحراء، وتبرز أهمية الموقف الصيني الحذر أيضاً من أهمية منطقة شمال أفريقيا الاقتصادية واللوجيستية.
كواليس الريف: متابعة
16/08/2023