kawalisrif@hotmail.com

واشنطن تنزل بثقلها لحل ملف الصحراء .. رئيس جهاز CIA يهاتف شنقريحة، والمبعوث الأمريكي للبوليساريو يتحدث عن قبول الحكم الذاتي !

حمزة المتيوي :

أعطت الولايات المتحدة الأمريكية إشارات قوية مفادها أنها مرت إلى السرعة القصوى من أجل طي ملف الصحراء نهائيا، وذلك بعدما أنهى جوشوا هاريس، مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا، رحلته بالمنطقة المغاربية بإعلان دعم الإدارة الأمريكية لمقترح الحكم الذاتي في المنطقة تحت السيادة المغربية، باعتباره “جديا وواقعيا وذا مصداقية”.

وبشكل صريح، أورد هاريس أمس الخميس، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تعتبر أن خطة الحكم الذاتي المغربي “جادة وواقعية وذات مصداقية”، مشيرا أيضا إلى أنها “تلبي تطلعات سكان الصحراء”، الموقف الذي أعادت التأكيد عليه سفارة واشنطن بالرباط، وهو الأمر الذي يأتي تزامنا مع زيارة ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، لمدينة العيون.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها إدارة الرئيس جو بايدن استمرارها في الالتزام بالمرسوم الرئاسي الذي وقعه الرئيس السابق دونالد ترامب، المعترف بالسيادة المغربية على الصحراء منذ دجنبر من سنة 2020، لكنها هذه المرة كانت أكثر وضوحا وصراحة، بل واختارت الإعلان عن ذلك من الرباط مباشرة بعد زيارة هاريس إلى الجزائر، حيث تسربت أنباء عن أنه حاول إقناع مسؤولي هذه الأخيرة بطي الملف.

ووفق المعطيات التي حصلت عليها “الصحيفة” فإن مساعد وزير الخارجية الأمريكي، وعند لقائه بوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، بعث رسالة مفادها أن مسألة “تقرير المصير” في الصحراء مستحيلة ولن تكون حلا لهذا النزاع، وهو ما تأكد من خلال تصريحاته لوسائل الإعلام التي تحدث فيها عن دعم المساعي الأممية لإيجاد حل سياسي سلمي، عادل ودائم، دون أي إشارة للانفصال.

ولم تلتقط الجزائر الإشارة حينها، بل سارع مسؤولوها إلى نفي الأخبار التي راجت عن وجود وساطة أمريكية بينها وبين المغرب لطي الملف وإنهاء التوتر بين البلدين، على الرغم من أن هذا الأمر كان مسبوقا بتقارير أمريكية تحدثت عن كون واشنطن أضحت أكثر حذرا في تعاملها مع قضايا المنطقة بسبب التطورات التي تعرفها.

ولا تنظر الإدارة الأمريكية بعين الرضى إلى سلسلة الانقلابات التي عاشتها دولٌ في منطقة غرب ووسط إفريقيا، وإلى الوضع الأمني المتردي في منطقة الساحل، إلى جانب تنامي النفوذ الروسي سياسيا وعسكريا، وبحث إيران عن موطئ قدم لمصالحها أيضا، وسبقَ للرباط أن كشفت عن معلومات تفيد بأن ميليشيات جبهة “البوليساريو” الانفصالية تخضع للتدريب من طرف عناصر “حزب الله” اللبناني الموالي لطهران.

ويستمر صناع القرار في الجزائر في محاولات مراوغة الواقع الجديد، على الرغم من أن الأمر يصبح تدريجيا أكثر وضوحا، إذ قبل 24 ساعة فقط من الإعلان الأمريكي الجديد بخصوص الصحراء، أجرى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، ويليام بيرنز، اتصالا هاتفيا برئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول السعيد شنقريحة.

واكتفت وزارة الدفاع الجزائرية بالحديث عن “ارتياح” الجانبين لمستوى “التنسيق” بينهما، وعن “إرادتهما المشتركة على تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين البلدين في المجال الأمني”، بالإضافة إلى القول بأنها كانت “فرصة للجانبين للتعبير عن ارتياحهما لمستوى التنسيق الأمني المحقق، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب”، دون أي إشارة لما دار بينهما بخصوص ملف الصحراء.

ويبدو هذا الأمر غريبا، إذ لا يفوت المسؤولون الجزائريون أي فرصة للقاء بكبار المسؤولين السياسيين والأمنيين على المستوى الدولي، دون السعي وراء مواقف داعمة للطرح الانفصالي في الصحراء أو على الأقل التأكيد على عدم اعتراف الدول بالسيادة المغربية على المنطقة، ما يشي بأن شنقريحة سمع من بيرنز كلاما لا يريحه بخصوص هذا الملف.

وقبل ذلك، كان عطاف قد استُدعي على عجل إلى واشنطن، من أجل اللقاء بنظيره أنتوني بلينكن، وخلال اجتماعهما شهر غشت الماضي قال بلاغ للخارجية الجزائرية بلاغ الخارجية الجزائرية إنهما “تناولا آخر تطورات قضية الصحراء الغربية، مجددين التعبير عن دعمهما لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، الرامية لتمكين طرفي النزاع من الانخراط بجدية ودون شروط مسبقة في المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة”، دون أي إشارة للانفصال أو استفتاء تقرير المصير.

وإذا كان ما دار بين شنقريحة وبيرنز قد بقي طي الكتمان، وما ناقشه عطاف وبلينكن ظل في غالبيته سريا، فإن غيرهما قد خرج بالفعل إلى العلن، عبر جبهة “البوليساريو” الانفصالية نفسها، التي عبرت، بداية شهر شتنبر الجاري، عن عدم رضاها على ما سمعته من جوشوا هاريس بخصوص قضية الصحراء، وخصوصا التأكيد على أن الانفصال مطلب غير واقعي.

ومباشرة بعد لقاء زعيمها إبراهيم غالي بمساعد وزير الخارجية الأمريكي الملف بمنطقة شمال إفريقيا في تندوف، أوردت “البوليساريو” أن “الدخول في متاهة المصطلحات الفضفاضة من قبيل “الواقعية” وغيرها، لن يقود إلا إلى تعميق حالة الجمود وبالتالي تقليص فرص التوصل للحل السلمي الدائم وزيادة حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”، وهو ما كان رد فعل على كلام لم تتوقع أن يكون بتلك الصراحة، والتي اتضح فيما بعد أنه ليس إلا مقدمة لمساعٍ أمريكية واضحة لطي هذا الملف نهائيا استنادا إلى مقترح الحكم الذاتي المغربي.

08/09/2023

مقالات ذات الصلة

13 ديسمبر 2024

أنس موسى يحقق إنجازًا استثنائيًا في كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية بالرياض

13 ديسمبر 2024

عدد المنخرطين في التغطية الصحية غير الأجراء يتجاوز 3.7 مليون مستفيد

13 ديسمبر 2024

الشرطة في طنجة توقف شبكة دولية متورطة في تهريب البشر والتزوير

13 ديسمبر 2024

المغرب يحقق أرقامًا قياسية في صادرات الأفوكادو رغم التحديات المائية

13 ديسمبر 2024

شكاوى جديدة من أسر المتوفين بسبب تهديدات تسوية ديون القروض

13 ديسمبر 2024

التسلح في المنطقة المغاربية … هل تقترب المخاطر من نقطة اللاعودة ؟

13 ديسمبر 2024

سكان سيدي بولخلف بإقليم أزيلال يطالبون بتدخل عاجل لحماية الملك الغابوي ومحاسبة المسؤولين

13 ديسمبر 2024

تصاعد التوتر بين نقابتي العدل بسبب المؤتمر الوطني الثالث والاتهامات المتبادلة

13 ديسمبر 2024

هجوم صاروخي روسي جديد يهدد شبكة الكهرباء الأوكرانية

13 ديسمبر 2024

ترامب يستبعد حل الدولتين ويدعو إلى سلام دائم في الشرق الأوسط

13 ديسمبر 2024

جوائز “الكاف” تستقطب نجوم القارة.. ومراكش تحتضن الحدث الأبرز

13 ديسمبر 2024

دعوة ألمانية لتوسيع “لائحة غرب البلقان” لتشمل المغرب

13 ديسمبر 2024

التنسيقية الوطنية تدق ناقوس الخطر بشأن المغاربة العالقين والمعتقلين في سوريا والعراق

13 ديسمبر 2024

بعد إحتجاز جثته لأربعة أشهر … الجزائر تسلم جثمان لاعب فريق اتحاد طنجة أخريف عبر المعبر الحدودي بوجدة

13 ديسمبر 2024

الجنايات الاستئنافية ترفع عقوبة أفراد بيع الرضع في مستشفيات فاس إلى 27 سنة حبسا نافذة