رغم الجهود الجبارة التي يبذلها الرئيس الأول والوكيل العام للملم للقضاء على مظاهر الفساد ، إلا أن تفشي داء السمسرة مايزال مستمرا داخل دائرة محكمة الاستئناف بالناظور، ليمس بذلك أهم مؤسسة في كيان الدولة ، وعلى مرأى ومسمع الأغلبية الساحقة من المحامين وباقي منتسبي العدالة ، مما جعل واقع العدالة بالناظور مهددا بالانهيار الأخلاقي ، وجل الإصلاحات والتدابير المتخذة مصيرها الفشل ، وحتى لا يتم التعميم فنسبة مهمة من قضاة ومسؤولي إستئنافية الناظور ، من أنزه قضاة المملكة ، لكن هناك فئة قليلة تتعامل مع السماسرة ، على غرار “بوقاتشا” .
وللوقوف على ظاهرة السماسرة والنصابين الذين يزدادون عددا في هذه المهنة القذرة التي اختاروها كمورد رزق والإغتناء ، والجهات التي تساعدهم في ضمان تحقيق وعودهم لصالح المتقاضين المتعاملين معهم كخدمات التوسط قصد تخفيف حكم قضائي، قامت جريدة “كواليس الريف” ببحث دقيق ، عن أحد أبرز السماسرة بهذا المجال بمحاكم الناظور ، وهو المعروف والمسمى “عبد الرحمان بوقاتشا” الذي يطلق على نفسه اسم ( فكاك لوحايل ) كما يروق له ذلك .
وتمكنت جريدة “كواليس الريف” الوصول إلى معطيات دقيقة حول من يساعد وسيط القضايا المعروضة امام العدالة المكنى “بوقاتشا” والذي كان يشتغل بذات المحكمة سابقا كسائق للوكلاء العامين للملك ، قبل أن يتم احالته على التقاعد ، وخلال فترة عمله نسج علاقات كبيرة مع رجال القضاء وبعض رؤساء المصالح ، كرئيس مكتب الضبط القضائي بمحكمة الاستئناف بالناظور ، والذي يقدم له الكثير من الحلول في عدة ملفات عقارية.
ومنذ توليه عملية السمسرة امام محاكم الناظور تمكن عبد الرحمان بوقاتشا، من ركم ثروة ضخمة نظير سمسرته، على رأسها عقارات بالديار الاسبانية ، مكنته من الحصول على الجنسية الاسبانية، اضافة الى سيارتي أجرة وشقق فاخرة مخصصتين للكراء بحي المطار وكذالك بجماعة رأس الماء المجاورة وكذالك سيارات ميرسيدس من الطراز الرفيع.
وخوفا من فضحه ، يركن عبد الرحمان بوقاتشا سيارته المرقمة باسبانيا ، داخل المرآب المخصص للقضاة وموظفي المحكمة بإستئنافية الناظور ،