في ظلال الصباح الباكر من يوم الجمعة، وتحت وطأة الغارات الجوية الأميركية والبريطانية على مدينة الحُديدة، استيقظت الشابة اليمنية منال، التي تبلغ من العمر 36 عامًا، على وقع هذه الضربات التي أعادت لذاكرتها مشاهد الحرب القاسية. تسرد منال، وهي إحدى الموظفات المحليات، قصتها لوكالة “فرانس برس”، معبرةً عن شعورها بالرعب عند سماعها دوي الانفجارات، وكأن يوم القيامة قد حلّ.
تقع الحديدة في قلب الصراع، حيث تشهد الضربات المتتالية التي تنفذها القوات الأميركية والبريطانية على المواقع العسكرية للحوثيين، ردًا على هجماتهم المزعومة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل. منال، مثل كثيرين من سكان المدينة، تعيش في قلق مستمر، خاصة مع تفكيرها بالأطفال والأسر التي تعرضت للقصف.
بالمقابل، يروي الصيدلاني عاصم محمد، البالغ من العمر 33 عامًا، تجربته مع الضربات التي استيقظ عليها في الساعات الأولى من الصباح. يصف كيف أنه وأسرته لم يجدوا ملجأ يختبئون فيه، وكيف أن الأحداث أعادت لذاكرته ذكريات الحرب الطويلة التي شهدتها اليمن.
في هذه الأثناء، تشهد مدينة صنعاء أيضًا غارات مماثلة، مما يثير المخاوف من عودة النزاعات المسلحة وانتهاء الهدنة الهشة التي كانت قائمة. ورغم التعود على أصوات الحرب، يظل الحنين إلى الأمان والاستقرار هو الطاغي في قلوب اليمنيين.
تتخلل الأحداث تحركات متزايدة للسكان في محاولة لتخزين الاحتياجات الأساسية، وسط تأكيدات من الجهات الرسمية على استمرار توفير الخدمات الضرورية. وفي الوقت نفسه، يشدد الحوثيون الإجراءات الأمنية في مناطقهم، مما يعكس تصاعد التوتر في المنطقة.
تختتم يسرى سنان، طبيبة الأطفال، القصة بكلمات تعبر عن الرغبة المشتركة لليمنيين في أن تسود السلام والاستقرار بعيدًا عن آلام وويلات الحروب.
13/01/2024