أثارت تصريحات والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، في دورة مجلس الجهة، جدلاً كبيراً بعد انتقاده لأداء المنتخبين المحليين، حيث أشار إلى انشغالهم بالصراعات السياسية على حساب مصلحة المواطنين. وفي سياق حديثه، وصف التازي التجزيء السري الذي تعاني منه المدينة بأنه من “أخطاء الماضي”، محذراً من مغبة الوقوع في فخ “دغدغة عواطف الناس بأمور لا يمكن تحقيقها”، مشدداً على ضرورة التعامل بجدية مع التحديات التي تواجه المدينة، بما في ذلك الإحداثات العمرانية غير القانونية.
التازي دعا المنتخبين إلى التحلي بالصراحة والشجاعة في مواجهة المشكلات التي تعاني منها المدينة، مستغرباً من إمكانية تشجيع التجزيء السري، الذي وصفه بأنه مُحدث بطريقة غير قانونية. وفي ملاحظته القوية، أكد أن “الناس الذين اشتغلوا معي في مناصب أخرى يعرفونني” في إشارة إلى استعداده لمواجهة الضغوطات والانتقادات التي قد يتعرض لها من قبل لوبيات التجزيء السري. هذه التصريحات أثارت تساؤلات حول مدى فاعلية المنتخبين في معالجة قضايا المدينة، خصوصاً في ظل التحديات العمرانية الكبيرة التي تواجهها.
من جهته، اعتبر محمد يحيا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي، أن ما أشار إليه التازي يتماشى مع التحديات الراهنة التي تعيشها طنجة، التي تعد واحدة من أكثر المدن ازدحاماً في المغرب. وأوضح أن غياب قوانين التعمير وتواطؤ بعض رجال السلطة ساهم في تفشي البناء العشوائي، مما أضعف قدرة السلطات على إدارة الملفات المتعلقة بالتعمير. كما رأى في تصريحات الوالي دعوة واضحة لإنهاء الفوضى العمرانية، مبرزاً أهمية الحفاظ على صورة المدينة كواجهة سياحية واقتصادية.
10/10/2024