أثار المصور العالمي ماريس هاريمان، ضيف مهرجان أجيال السينمائي 2024، جدلا حول التحولات في نقل الحقيقة عبر وسائل الإعلام التقليدية، مستشهداً بالمواجهات التي شهدتها أمستردام بين مهاجرين مغاربة وعرب ومسلمين من جهة، وإسرائيليين من جهة أخرى. وأكد هاريمان أن الصور التي عاينها تختلف جذرياً عما روّجته المنابر الإعلامية، مبرزاً أن هيمنة الإعلام الغربي تسهم في تشكيل سردية تتحكم في فهمنا للأحداث، وتغيب الواقع الحقيقي.
وخلال حديثه، أعرب هاريمان عن استيائه من التغطيات التي وصفها بـ”الموجهة”، والتي اعتبرها سبباً في استمرار العداء تجاه المغاربة في هولندا، رغم ما وثقته الصور من استفزازات سبقت المواجهات. وكشف عن تواصله مع أصدقاء يهود ومسلمين بعد الأحداث، مشيراً إلى وجود تضارب كبير بين ما نقلته وسائل الإعلام وما وقع فعلياً. وأرجع ذلك إلى ضغوط تهدف إلى توجيه الروايات لخدمة أجندات سياسية، مؤكداً أن الصحافة التقليدية باتت تركز على من يملك المنابر الأكثر تأثيراً لتوجيه الجمهور.
وأشار المصور الذي اكتسب شهرة عالمية من خلال توثيق احتجاجات “حياة السود مهمة” في لندن، إلى أهمية التحرر من سيطرة الإعلام التقليدي على مصادر المعرفة، مشدداً على ضرورة مواجهة التزييف الإعلامي الذي يتعمد إخفاء الحقائق. وأكد أن مهمته كمصور هي أن يظل شاهداً صادقاً على ما يراه، بعيداً عن التأثيرات الخارجية. واختتم حديثه بالدعوة إلى يقظة الضمير الإنساني لمواجهة التحديات العالمية، معتبراً أن الفن يجب أن يكون سبيلاً لتعزيز العدالة الاجتماعية والإنسانية.
20/11/2024