kawalisrif@hotmail.com

تساسنت بجماعة إزمورن بالحسيمة … المنطقة التي اختارها المجلس للموت البطيء

يبدو أن تساسنت قد تحولت إلى بقعة منسية على خريطة جماعة أزمورن، فلا هي قروية تُحسب ضمن مشاريع التنمية القروية، ولا هي حضرية تستفيد من تأهيل المراكز الحضرية. إنها أشبه بمنطقة محظورة، محرومة من كل الحقوق الأساسية، وكأنها دخلت في صفقة صامتة بين المسؤولين: “لا تنمية.. لا خدمات.. ولا حتى وعود كاذبة جديدة”!

مشاريع البنية التحتية هنا لا تخضع لدراسات تقنية ولا لاحتياجات الساكنة، بل لحسابات دقيقة: مَن مِن أعضاء المجلس لديه نفوذ في المنطقة؟ مَن تربطه علاقات قرابة مع أصحاب القرار؟ إذا كنت تملك مفتاح هذه المعادلة، فقد تحصل على طريق معبّد أو ربط بالماء والكهرباء، أما إن كنت من “العامة”، فحظًا سعيدًا مع الأتربة والمياه الملوثة والأسلاك الكهربائية المتدلية التي تحوّلت إلى مصائد يومية للأطفال.

المثير للسخرية أن تساسنت ليست قرية معزولة في أعماق الجبال، بل هي امتداد حضري لمدينة الحسيمة، ببنايات حديثة ونمو عمراني مطرد. ومع ذلك، فالمشهد أقرب إلى “عشوائية متعمدة”: طرق تصلح فقط لمغامرات الدفع الرباعي، مدرسة ابتدائية وُعد بها السكان لكنها طارت مع أول جلسة للمجلس، وخدمات النظافة التي يبدو أنها لا تليق بمقام أعضاء الجماعة، ففضلوا تخصيصها لمناطقهم الشخصية، تاركين ساكنة تساسنت وسط أكوام القمامة والحاويات المهترئة.

الطامة الكبرى أن الجماعة تدفع مبالغ مالية ضخمة لمجموعة نكور غيس للنظافة، لكن أين تذهب هذه الأموال؟ لا أحد يعلم! كما أن هناك عمالًا موسميين مسجلين في الميزانية، لكن لا أثر لهم على أرض الواقع، وكأنهم أشباح تستلم رواتبها دون أن يعرف أحد وظيفتها!

أما خدمات الماء والكهرباء، فهي أشبه بنظام “VIP”، تُمنح وفق تقديرات انتخابية بحتة، وليس بناءً على حاجة السكان. شركات الاتصالات بدورها دخلت على الخط، لتُضيف لمسة فوضى على المشهد، عبر أسلاك كهربائية وهاتفية تتدلى في كل مكان، محوّلة الحي إلى “مختبر مفتوح” للحوادث القاتلة.

باختصار، تساسنت ليست مجرد منطقة مهمّشة، بل هي ضحية لجريمة تنموية تُرتكب بدم بارد من قبل مجلس الجماعة، الذي يبدو أنه اتخذ قرارًا نهائيًا بإبقاء هذا الحي في حالة موت سريري. إنها ليست مجرد سياسة فاشلة، بل مخطط إقصائي محكم يُديرونه بدهاء، تاركين السكان يتساءلون: هل نحن جزء من هذه الجماعة أم مجرد أصوات تُستعمل في موسم الانتخابات ثم تُلقى في مزبلة النسيان؟!

18/02/2025

مقالات ذات الصلة

22 فبراير 2025

الوكيل العام بالدار البيضاء يحيل “أولاد الفشوش” على سجن عكاشة بعد رشق السيارات بالبيض والحجارة على طريق السيار

22 فبراير 2025

بعد فراره لأشهر … الشرطة الأمريكية تعتقل أمريكي قتل مغربي برصاصة في رأسه

22 فبراير 2025

السردين في ميناء طانطان ينتعش بشكل كبير بعد فترة الراحة البيولوجية

21 فبراير 2025

مالي تعين جنرالا مناوئا لعسكر المرادية سفيرا لها بالجزائر

21 فبراير 2025

رئيس جماعة تيولي الحدودية بجرادة ينفي الإشادة بالنظام الجزائري ويوضح تصريحاته حول الإنارة على الحدود !

21 فبراير 2025

وزير الخارجية الإسباني يفرض على نظيره الجزائري عدم مناقشة ملف إعتراف مدريد بمغربية الصحراء

21 فبراير 2025

الرباط تحتضن المسابقة النهائية لجائزة محمد السادس في حفظ وترتيل القرآن الكريم

21 فبراير 2025

حماس تعلن الإفراج عن ستة رهائن إسرائيليين وسط جدل حول جثة خاطئة

21 فبراير 2025

وفد برلماني مغربي يشارك في الدورة الشتوية الـ 24 للجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بفيينا

21 فبراير 2025

رئيس جماعة تيولي بجرادة يشيد بالنظام العسكري الجزائري لتوفيره الإنارة على الحدود في وقت تعاني فيه جماعته الحدودية من الظلام

21 فبراير 2025

تازة … إهمال حافلة نقل مدرسي يثير تساؤلات حول تدبير الموارد العمومية بجماعة اترابية

21 فبراير 2025

قد يموت في أي لحظة … البابا فرانسيس بين الأمل والحذر والفريق الطبي يؤكد أنه “في خطر”

21 فبراير 2025

المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يصادق على دراسة لتعزيز الابتكار والتنافسية الاقتصادية

21 فبراير 2025

بعد تحقيرهم … قضاة المغرب يهاجمون وزير العدل عبد اللطيف وهبي

21 فبراير 2025

ترحيل 3 مغاربة من إيطاليا بينهم متهم بالسرقة والاعتداء الجنسي