وقال الكرملين إن صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من طراز “يارز” أطلق من موقع إطلاق في “بليستسك” الذي يقع على بعد حوالي 800 كيلومتر إلى الشمال من موسكو، كما أطلق صاروخ باليستي من طراز “سنيفا” من بحر بارنتس إلى موقع “كورا” البعيد للتجارب والواقع في إقليم كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا. وأضاف الكرملين بأن كافة الصواريخ وصلت إلى أهدافها. وبث التلفزيون الرسمي الروسي صورا لبوتين وهو يشاهد التدريبات عبر الفيديو. وبُثت لقطات له وهو يدلي بتصريحات عبر رابط الفيديو لمؤتمر لأجهزة الاستخبارات الإقليمية والتي كرر فيها مزاعمه حول خطة أوكرانية لاستخدام قنبلة قذرة. كما كرر مزاعم أخرى لا أساس لها من الصحة صدرت عن روسيا خلال الأشهر الأخيرة بشأن أوكرانيا، من بينها أن الولايات المتحدة حولتها إلى “أرض اختبار للتجارب البيولوجية العسكرية”. وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الأربعاء: “رأي الشخصي هو أن بوتين لن يستخدم الأسلحة النووية”. وعلى نحو مستقل، أبلغ قناة تلفزيونية أمريكية أن الهجوم المضاد في الجنوب أعيق بفعل الأجواء الماطرة. وفي خطاب إلى الأمة ألقاه في سبتمبر/ ايلول الماضي، قال بوتين إن بلاده تملك “أسلحة دمار متعددة” وسنستخدم “كافة الوسائل المتاحة لنا”، مضيفاً “أنا لا أخادع”. وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي معلقاً لبي بي سي على تصريحات بوتين: “إنها لحظة خطرة (في الحرب) لأن الجيش الروسي حُشر في الزاوية، ورد فعل بوتين- الذي يهدد باستخدام الأسلحة النووية- سيئ للغاية”.
كم يبلغ عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا؟
تُعتبر جميع الأرقام المتعلقة بالأسلحة النووية تقديرية لكن، وفقاً لاتحاد العلماء الأمريكيين، فإن روسيا تمتلك 5,977 رأساً نووياً- وهي الأدوات التي تشعل فتيل انفجار نووي- مع أن هذا الرقم يشمل حوالي 1,500 رأس نووي أحيلت على التقاعد ومن المقرر أن يتم تفكيكها. ومن بين الـ 4,500 رأس نووي أو ما يقارب هذا العدد المتبقية، معظمها يعتبر أسلحة نووية استراتيجية- أي صواريخ باليستية أو صواريخ يمكن توجيهها إلى أهداف بعيدة المدى. وهذه هي الأسلحة التي ترتبط عادة بالحرب النووية.
- من يستطيع امتلاك السلاح النووي؟
- كم عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا؟
- روسيا توقف تفتيش ترسانتها النووية “مؤقتا”
أما الرؤوس النووية الأخرى فهي أصغر حجما، وأقل تدميرا، وهي تستخدم للأهداف الموجودة على مسافات قصيرة في ساحات القتال أو في البحر. لكن هذا لا يعني أن لدى روسيا آلاف الرؤوس الحربية النووية طويلة المدى جاهزة للاستخدام الآن. ويقدّر الخبراء أن يكون هناك في الوقت الراهن نحو 1,500 رأسا حربية نووية “منشورة”، بمعنى أنها موضوعة على قواعد ومنصات إطلاق الصواريخ والقاذفات أو على الغواصات في البحر. وتمتلك تسع دول أسلحة نووية. هذه الدول هي: الصين، وفرنسا، والهند، وإسرائيل، وكوريا الشمالية، وباكستان، وروسيا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة. وتأتي الصين، وفرنسا، وروسيا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة بين 191 دولة موقّعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
ما هي الأسلحة النووية التكتيكية التي تمتلكها روسيا؟
الأسلحة النووية التكتيكية عبارة عن رؤوس حربية نووية صغيرة وأنظمة إطلاق مخصصة للاستخدام في ساحة المعركة، أو لتوجيه ضربة محدودة للعدو. وهي مصممة لتدمير أهداف العدو في منطقة معينة دون التسبب في تداعيات إشعاعية واسعة النطاق. وقد تصل القدرة التدميرية لأصغر سلاح نووي تكتيكي إلى كيلو طن واحد أو أقل (أي أن قوة الانفجار الناتج عنه تعادل ألف طن من مادة تي إن تي المتفجرة) وقد يصل حجم أكبرها إلى 100 كيلو طن. أما الأسلحة النووية الإستراتيجية في أكبر من حيث القوة التدميرية ( قد تصل إلى 1000 كيلو طن) ويتم إطلاقها من مسافات بعيدة.
على سبيل المقارنة فإن القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما عام 1945 كانت قوتها 15 كيلو طن. وفقًا للاستخبارات الأمريكية تمتلك روسيا حوالي 2000 سلاح نووي تكتيكي. يمكن تحميل الرؤوس الحربية النووية التكتيكية على أنواع مختلفة من الصواريخ التي تحمل عادة رؤوساً تقليدية مثل الصواريخ المجنحة وقذائف المدفعية. ويمكن أيضاً إطلاق الأسلحة النووية التكتيكية من الطائرات والسفن مثل الصواريخ المضادة للسفن والطوربيدات وشحنات تفجير الأعماق. تقول الولايات المتحدة إن روسيا صرفت مبالغ طائلة مؤخراً على هذه الاسلحة بهدف تحسين مداها ودقتها.