بديع الحمداني :
ستقوم اللجنة المغربية الإسبانية المشتركة، بعقد اجتماع جديد في الأيام المقبلة، من أجل مناقشة مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا، تنفيذا للاتفاق الذي خلص إليه اللقاء الذي جمع بين وزير التجهيز والماء نزار بركة، ومحمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجيستيك، المغربيين، بنظيرتهما الإسبانية وزيرة النقل والبرامج الحضرية الإسبانية راكيل سانشيث خيمينيث.
والتقى الوزراء الثلاثة ضمن فعاليات الاجتماع رفيع المستوى الذي جمع بين الحكومة الإسبانية بنظيرتها المغربية بالعاصمة الرباط بين 1 و2 فبراير، حيث تم الاتفاق على الدفع نحو مواصلة المساعي لإنجاز مشروع الربط القاري بين إسبانيا والمغرب من أجل المساهمة في الرفع من العلاقات التجارية بين البلدين.
ويأتي هذا التطور على بُعد شهور قليلة من إشارات متفائلة بشأن التطورات المرتبطة بمشروع الربط القاري على إثر ظهور مؤشرات عن وجود رغبة قوية لدى الحكومة المغربية ونظيرتها الإسبانية للدفع قُدما نحو تنفيذ الخطوات الأولى لإخراج هذا المشروع الضخم إلى الوجود.
وفي هذا السياق، اعتبرت الصحافة الإسبانية مؤخرا، أن تعيين الحكومة المغربية في الشهور القليلة الماضية لعبد الكبير زهود، مديرا عاما للشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق، هي خطوة جديدة ومهمة تُعطي إشارات برغبة المغرب في تنفيذ مشروع الربط القاري الواعد مع إسبانيا.
ووفق ذات المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي على بُعد أسابيع من قرار الحكومة الإسبانية بتخصيص ميزانية لفائدة الجمعية الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق (Segecsa) المكلفة بالمشروع، لاستكمال الدراسات المتعلقة به، مشيرة في هذا الصدد بأن السلطة التنفيية التابعة للحكومة الإسبانية، قررت تخصيص 750 ألف أورو من ميزانية سنة 2023 لفائدة “Segecsa” في إطار مخطط لإعادة إحياء الدراسات المتعلقة بإنجاز مشروع الربط القاري، بعد تحسن العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد وتجاوز الأزمة الدبلوماسية.
وأضاف نفس المصادر، أن هذه الخطوة من طرف الحكومة ستكون حاسمة في هذا المشروع، وسيعطي دفعة قوية نحو الاقتراب من بداية الإنجاز، مشيرة إلى أن الجمعية الإسبانية المكلفة بالمشروع، ستعمل بالمبلغ المخصص لتحديث الدراسات التي كان قد جرى إنجازها في السنوات والعقود الماضية.
ووفق ذات المصادر، فإن “Segecsa” تعاقدت مع شركة ألمانية متخصصة في إنجاز الدراسات وإنشاء المشاريع المرتبطة بالأنفاق تحت الماء، من أجل تقديم تصاميم هندسية لإنجاز نفق يربط إسبانيا بالمغرب، يكون شبيها بالنفق الذي يربط بين فرنسا وبريطانيا.
ونقلا عن مسؤولي الجمعية الإسبانية المكلفة بإنجاز هذا النفق الواعد، فإن هذا المشروع سيكون مخصصا لتنقل المسافرين والبضائع في نفس الوقت، متوقعين أن ينقل 9,6 مليون شخص في سنة 2030 عند إنجازه، إضافة إلى نقل 7,4 مليون طن من البضائع.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع كان قد تم الاعلان عن إنجازه منذ عقود، بين الملك المغربي الراحل الحسن الثاني، والملك الإسباني السابق خوان كرلوس، وكان قد تم إنجاز العديد من الدراسات لإنجازه، إلا أن هذا المشروع بقي طي الأوراق إلى حدود الساعة. غير أنه في السنوات الأخيرة، بدأت تظهر العديد من المؤشرات عن رغبة الرباط ومدريد في إخراجه للوجود.
06/02/2023