حذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد الضحايا في كارثة الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا، قد يرتفع إلى ثمانية أضعاف. وقد يصل إلى 35 ألف قتيل ، وتخطى عدد القتلى في تركيا وحدها لحد الآن 2678 قتيلا، إذ تتزايد أعداد القتلى والمصابين بصورة كبيرة، منذ وقوع أول زلزال صبيحة الإثنين بالتوقيت المحلي. كما ارتفع عدد ضحايا الزلزال في كل من تركيا وسوريا إلى أكثر من 4200 قتيل. وبعد 12 ساعة من الزلزال الأول، ضرب زلزال آخر شمالي مدينة غازي عنتاب، بنفس الشدة تقريبا، وعلى مقربة من مركز الزلزال الأول. ولازالت طواقم الإنقاذ تسابق الزمن، للعثور على ناجين تحت الأنقاض. وأعلنت عدة دول عن تقديم الدعم لتركيا، وإرسال أطقم إنقاذ محترفة ومعززة بالكلاب المدربة على اكتشاف الأحياء تحت الأنقاض، للمساعدة في هذه الكارثة الإنسانية. وقالت جمعية المسح الجيولوجي الأمريكية، إن الزلزال الأول بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر، وضرب في تمام الساعة 4:17 بالتوقيت المحلي، وكان مركزة على عمق 17.9 كيلومتر من سطح الأرض. ويقول الخبراء إن الزلزال الأول، كان من أشد الزلازل، التي تم تسجيلها في تركيا على الإطلاق، واستغرق نحو دقيقتين كاملتين. وتسبب الزلزال الأول في وقوع زلزال ثان بقوة بلغت 7.5 درجة على مقايس ريختر، وتبعهما عشرات الهزات الارتدادية. وصنف الزلزال الأول بأنه “هائل”، حسب المقياس الرسمي. وكان مركزه قريبا من سطح الارض نسبياً، على عمق حوالي 18 كيلومترا، مما تسبب في أضرار جسيمة للمباني على سطح الأرض.
وتعد الساعات الأربع والعشرين القادمة حاسمة للعثور على ناجين. وبعد 48 ساعة سيتناقص عدد الناجين بشكل كبير. وتتوقع الصحة العالمية أن عدد الضحايا سيتزايد خلال الساعات المقبلة، مع استمرار عمليات البحث عن ناجين، حيث ستنتشل الأطقم المزيد من الجثث أيضا.
وقالت مسؤولة الطواري في المنظمة، كاثرين سمولوود: “نرى الشيء ذاته كل مرة، عندما يقع زلزال، لسوء الحظ، تكون أعداد الضحايا والمصابين في البداية أقل، ثم تتزايد بمرور الوقت بشكل كبير خلال الأسبوع التالي”. وأوضحت أن الطقس المتجمد، سوف يزيد الأوضاع سوءا، حيث سيواجه الناس البرودة الشديدة، والنوم في العراء. وهذه منطقة لم يحدث فيها زلزال كبير أو تشهد أي هزات تحذيرية منذ أكثر من 200 عام، ولذلك فإن مستوى التأهب يتوقع أن يكون أقل من منطقة أكثر اعتيادا على التعامل مع الهزات الأرضية. وعلى الجانب الآخر من الحدود شمالي سوريا، التي مزقتها الحرب الأهلية، ويعيش ملايين اللاجئين، في معسكرات، سواء داخل سوريا أو عبر الحدود في تركيا أيضا، فتشهد عشرات القتلى في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون المعارضون. كما تعرضت مئات المباني للانهيار بشكل كامل، وأظهرت مقاطع مصورة حال الفوضى، بعد انهيار مبان كان بعضها يرتفع 12 طابقا، الأمر الذي خلف جبالا من الحطام. وبين المباني المنهارة في تركيا، قلعة غازي عنتاب التاريخية، التي بنيت قبل نحو ألفي عام، وانهارت أبراجها جميعا، وأغلب سورها الخارجي. وقالت أنا فوستر مراسلة بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط، والتي توجد قرب مركز الزلزال، “المطر مستمر بشكل غزير، وهو ما يعوق عمليات الإنقاذ، كما استمر انقطاع التيار الكهربائي، مساء الإثنين”. وأضافت “لازلنا نشعر بهزات ارتدادية، ولازال القلق سائدا خوفا من احتمالية انهيار المزيد من المباني”. وعادة لا يشعر الإنسان بالهزات الأرضية دون 4 درجات على مقياس ريختر، أما الزلازل التي تبلغ درجتها خمس درجات أو أكثر يشعر بها الإنسان وهذا النوع يسبب أضرارا طفيفة. ويصنف الزلزال التركي، الذي بلغت درجته 7.8، على أنه زلزال قوي، وعادة ما يتسبب في أضرار جسيمة كما حدث في هذه الحالة. أما الزلازل التي تزيد على 8 درجات فتسبب أضرارا فادحة، ويمكن أن تدمر البؤر السكانية تماما. وكانت شدة أكبر زلزال على الإطلاق 9.5 درجات، وحدث في تشيلي في عام 1960.
07/02/2023