يبدو أن ملف تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم لعام 2025، لم يبح بكامل أسراره، في ظل المنافسة الشرسة بين المغرب والجزائر لاستضافة العرس الكروي القاري، والذي تتريث الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، قبل الحسم فيه.
وبات هذا الصراع القائم، يتخذ أبعادا أخرى، سياسية بدرجة أولى، نظرا للحساسية التي تطبع العلاقة بين المغرب والجزائر، حيث أضحى كسب تنظيم “كان 2025″، انتصارا ديبلوماسيا أكثر منه رياضيا، في إطار دوائر التحكم والتحالفات داخل القارة الإفريقية.
وإن كان الملف المغربي الأوفر حظا لنيل تنظيم التظاهرة الكروية القارية، فإن الجزائر لم تستسلم بعد، حيث علمت “الصحيفة”، نقلا عن مصادر مطلعة، أن جهاز الـ CAF يتعرض لضغوطات كبيرة، قبيل إعلانه عن هوية مستضيف البطولة، والذي كان مقررا الحسم فيه، الأسبوع القادم، بالعاصمة الرواندية كيغالي، على هامش انعقاد أشغال الجمعية العمومية الـ 73 للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
وتحاول الجزائر، كسب المزيد من الوقت، في منافستها مع الجار المغربي، إذ لم تستبعد المصادر نفسها، إمكانية إعادة تأجيل موعد الإعلان عن الفائز بتنظيم “كان2025″، إلى ما بعد محطة كيغالي.
في هذا الإطار، تلعب الجزائر ورقة علاقاتها الاقتصادية، حيث حذرت شركة “توتال انيرجي”، الراعي الرسمي لمسابقات الـCAF، بتقليص التعامل معها مستقبلا وتحجيم استثماراتها من البلاد، في حال لم تستضف الأخيرة التظاهرة القارية لعام 2025.
وتتخوف شركة “توتال إنرجي” من إشهار الجزائر لحق “الشفعة”، الذي يخول للدولة بالتدخل لوقف أي صفقة يستهدف فيها طرف أجنبي السيطرة على أصول خاضعة للقانون الجزائري، كما فعلت في ماي 2020، حين رفضت سلطات الجزائر محاولة الشركة الفرنسية لشراء أصول الشركة الأمريكية “أنداركو” في الجزائر.
وكانت مجموعة “سوناطراك” الجزائرية، قد وقعت، في يوليوز الماضي، عقدا ضخما، ضم بالإضافة إلى “توتال” الفرنسية، مجموعتي “إيني” الإيطالية و”أوكسدنتال” الأمريكية، بقيمة أربعة مليارات دولار ينص على “تقاسم” إنتاج النفط والغاز في حقل بجنوب شرق الجزائر.
يأتي هذا، في سياق يطبعه التوتر، سياسيا، بين المغرب وفرنسا، ورياضيا، بين مؤسسة الـ CAF، ممثلة في رئيسها الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، والمغربي فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
عمر الشرايبي :
11/03/2023