توافد يوم فاتح ماي 2023 على مقر الإتحاد المغربي للشغل بالناظور جماهير غفيرة من المناضلين والمناضلات لتخليد الذكرى السنوية للعيد العمالي الاممي، يمثلون مختلف القطاعات المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، في حضور تاريخي وملحمي لم يسبق أن شهدته نقابة الاتحاد المغربي للشغل بالناظور، حيث غصت كل الطرق المؤدية إلى شارع المقاومة بمناضلات ومناضلي الاتحاد واصدقائهم من المعطلين والطلبة ونشطاء الحركة الامازيغية وعموم المواطنين والمواطنات، رافعين شعارات منددة بما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وخلد الإتحاد الإقليمي لنقابات الناظور العيد الأممي للطبقة العاملة لهذه السنة تحت شعار: ” كفى من التهاب الأسعار ” ” أوقفوا مسلسل الهجوم على القدرة الشرائية للطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية”، وذلك في سياق مطبوع بتزايد حدة الاحتقان الاجتماعي واتساع رقعته بسبب عجز الحكومة التخفيف من وطئة غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، واستمرار التضييق على الحريات النقابية وتدهور القدرة الشرائية لمختلف الفئات الاجتماعية.
الاحتفال الذي سير فقراته المناضل عثمان حمدون أعطى فيه الكلمة الترحيبية للكاتب الإقليمي ربيع مزيد بعد تفاعل الحضور بشكل ملحوظ مع نشيد الاتحاد المغربي للشغل.
ورحب الكاتب الإقليمي بدوره بكل المناضلين والمناضلات والضيوف دون أن يفوت فرصة التذكير بمواقف الاتحاد الخالدة والمشرفة منذ مشاركة مناضليه في انتزاع الاستقلال من الاستعمار الغاشم وإلى يومنا هذا دفاعا عن حقوق الطبقة العاملة وحمايةً لمكتسباتها من تغول الباطرونا وتعسف البرجوازية.
وقبل أن يفسح المجال لكلمات مؤسسات الاتحاد الإقليمي عرض مختلف الصعوبات والتعسفات الواقعة على مختلف القطاعات المنضوية تحت لواء الاتحاد الاقليمي في القطاعين العام والخاص، وكذا الفئات المهنية الاخرى، خصوصا التضييق على الحريات النقابية، وعدم التعاطي الإيجابي للجهات المسؤولة مع وامتناع السلطات المحلية تسليم الوصولات النهائية لبعض المكاتب النقابية في خرق واضح لمقتضيات الدستور المغربي.
في نفس السياق تناولت الكلمة عتيقة ختا باسم المرأة العاملة، والتي حيت فيها الطبقة العاملة وفي صلبها المرأة العاملة بالعيد الأممي فاتح ماي 2023، مذكرة بالدور المحوري للمرأة المغربية في الدفاع عن حقوق والمكتسبات التي أصبحت مهددة في ظل غلاء الأسعار وضرب القدرة الشرائية لعموم المواطنين.
كما تطرق الكاتب العام للشبيبة العاملة زكرياء المخفي لنفس الصعوبات التي يتعرض لها مناضوا الاتحاد رغم الجهود المبذولة لتجاوز الاحتقان وعدم الوقوع في تشنجات محتملة تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، وسجل تضامنه مع عضو الشبيبة العاملة بالناظور الأخ عثمان السركوح، جراء ما يتعرض له من تضييقات بسبب نشاطه النقابي.
وتناول الكلمة باسم القطاع الخاص ، مصطفى بوترفاس، الذي سرد المعارك البطولية التي خاضها الاتحاد اقليميا، وفصل مشاكل القطاع الخاص وما يعانيه الاجراء جراء عدم تطبيق القوانين الشغلية، الحد الأدنى للأجور، العطل…
وفي كلمة باسم القطاع العام، تحدثت مريم الرمال، الكاتبة الإقليمية للجامعة الوطنية للتعليم، عن مختلف المشاريع التخريبية التي تهدد الوظيفة العمومية، وبضرورة تحسين الظروف المادية للموظف المغربي، وتخفيف العبء الضريبي، وإصلاح أنظمة التقاعد بعيدا عن جيوب المواطنين، والزيادة العامة في الاجور وغيرها من مطالب القطاع العام، كما سجلت تضامن الاتحاد مع اعثمان السركوح الذي يتعرض للتضييق بسبب نشاطه النقابي…
وفتح بعد ذلك المسير المجال لتدخلات مختلف القطاعات والهيئات التي لبت دعوة الاتحاد الاقليمي وشاركتها في تخليد هذا العيد الأممي.
بعد ذلك مباشرة خرجت كل الحشود الحاضرة في مسيرة لم تشهدها مدينة الناظور منذ سنوات طويلة، حيث بحت حناجر النقابيين والعمال ، بترديد شعارات منددة بالغلاء وضرب القدرة الشرائية للمواطنين، وسوء تدبير وتسيير الحكومة لاحتواء الأزمة وتجاوز الاحتقان والغضب الذي أصبح يحسه المغاربة، كما ندد المشاركون في المسيرة بتعسف السلطات المحلية وتحيزها الملحوظ للباطرونا المتوحشة داخل إقليم الناظور.
