علمت جريدة “كواليس الريف” أن الوكيل العام بمحكمة جرائم الأموال أمر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتقديم كل من الملياردير المشبوه فؤاد اليزيدي، صاحب الإستثمارات الضخمة بمارينا السعيدية وكورنيش الناظور، ومالك مشاريع عقارية ضخمة بالرباط والدار البيضاء وأكادير ووجدة وغيرها ، رفقة عبد النبي بعيوي رئيس جهة الشرق ، وشقيقه عبد الرحيم بعيوي رئيس جماعة عين الصفا، ومسؤولين كبيرين في مجموعة بنكية مغربية ، و7 متهمين آخرين ، في حالة اعتقال ، للإستماع إليهم وترتيب الجزاءات ، وذلك خلال الأيام المقبلة ، بعد توصلهم بإستدعاء للحضور إلى مقر الفرقة الوطنية ، ومن ثم سيتم تقديمهم أمام الوكيل العام .
وحسب مصادر الجريدة فإن اليزيدي خلال إستنطاقه من طرف الفرقة الوطنية لمرتين متتاليتين ، إتهم كل من بعيوي الأكبر وبعيوي الأصغر ، بتوريطه دون علمه في معاملات وتحويلات مالية ، تعود لبارون المخدرات الملقب ب “المالي” ، المعتقل حاليا ، وكذلك الشأن لمعاملات أخرى خارج الوطن .
وتم الإستماع كذلك لمسؤولين بنكيين في هذه القضية بتهمة الارتشاء، وتسهيل التحويلات البنكية ، بمبالغ مالية ضخمة فاقت 65 مليار سنتيم بوثائق مزورة.
هذا ، ولا حديث بوجدة والجهة ، إلا عن الضربات المتتالية التي تلقاها رئيس ذات الجهة” عبدالنبي بعيوي” خلال الأشهر القليلة الماضية، ففي الوقت الذي خرج فيه منتصرا ومزهوا في ملف متابعته بتبدير أموال عمومية، رفقة الرئيس السابق لجماعة وجدة ” عمر حجيرة” ورئيس مجلس عمالة وجدة أنجاد ” لخضر حدوش” وعدة مقاولين موظفين جماعيين، على إثر حصولهم على البراءة بعد 12 من المحاكمة.
ولم تدم فرحة ” بعيوي” طويلا بعد حصوله على البراءة الذي ظل يتبجح بها أمام الجميع وأعتقد الكل أنه شخصية سياسية ومالية قوية بالمنطقة لا يمكن زحزحتها، حتى انفجر ملفا آخر لم يكن في الحسبان، إذ من شأنه أن يعصف بالمستقبل السياسي والمالي لهذا الرجل، الذي ظل يتربع على الساحة السياسية بجهة الشرق عموما ومدينة وجدة على وجه الخصوص لعدة سنوات، بالنظر إلى خطورة هذه القضية والتي استأثرت باهتمام واسع من قبل الرأي العام الوطني وحتى الدولي، وخاصة أن الأمر يتعلق بأكبر تاجر للمخدرات على مستوى القارة السمراء الحاج أحمد ابن إبراهيم الملقب ب ” المالي ” ، والذي وجه اتهامات مباشرة لرئيس جهة الشرق، يتهمه بالسطو على ممتلكاته بطرق غير مشروعة رفقة شخصيات أخرى لا زالت الفرقة الوطنية للضابطة القضائية تشتغل على هذا الموضوع.
وضع جعل ” عبدالنبي بعيوي” يعيش أوقاتا عصيبة جدا، ولم يكن يتصور أبدا أنه سيقع في هذا المأزق الضيق، بعدما ظل يعتقد أنه الآمر والناهي في الحقل السياسي والمالي بجهة الشرق، وأنه ليس لأي كان أن يزحزح إمبراطوريته العظيمة، قبل أن يتحول إلى شخص غير مرغوب فيه، حتى من بعض مقربيه الذي أصبحوا يتحاشون اللقاء به، بعدما كان لا يكلف نفسه عناء الرد عليهم في الهاتف.
وكانت مصادر من حزب الأصالة والمعاصرة، قالت إن قيادات بالحزب طلبت من سعيد الناصيري، رئيس مجلس عمالة الدار البيضاء، وعبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق، باسم الأصالة والمعاصرة، تجميد عضويتهما بالحزب، إلى حين الانتهاء من التحقيقات.
28/10/2023