يثير الانتشار المتزايد لاستنشاق غاز الضحك، أو أكسيد النيتروز، قلقًا متزايدًا في المغرب، لا سيما بعد وفاة مراهقة تبلغ من العمر 15 عامًا في الدار البيضاء إثر تعاطيها لهذا الغاز، مما سلط الضوء على مخاطر هذه الظاهرة الآخذة في الاتساع بين الشباب والمراهقين.
ويستخدم أكسيد النيتروز في المجال الطبي منذ القرن التاسع عشر كمخدر خفيف، خاصة في طب الأسنان، كما يدخل في صناعات أخرى كإنتاج الحلويات، غير أن استنشاقه خارج الإطار الطبي، بحثا عن “نشوة مؤقتة”، يؤدي إلى تأثيرات خطيرة تشمل الدوخة، فقدان الوعي، الاختناق، وصولا إلى السكتة القلبية المفاجئة.
فرغم مخاطره، فإن بخس ثمنه وسهولة الحصول عليه جعلا منه مادة شائعة بين الشباب، حيث يباع في عبوات تُستخدم عادة لنفخ البالونات، لكن يتم استغلالها لأغراض ترفيهية خطيرة.
وأمام تنامي هذه الظاهرة، تحركت السلطات المغربية لتشديد الرقابة على تهريبه والاتجار به لأغراض غير قانونية، فيما تواصل الجهات الصحية والأمنية جهودها لتوعية الشباب بمخاطره، لا سيما مع ارتفاع معدلات تعاطي المهدئات بين الفئات العمرية الصغيرة.
ويمثل غاز الضحك تهديدا حقيقيا يتطلب تدخلًا عاجلًا، سواء عبر تعزيز الرقابة الأسرية، أو تكثيف الحملات التوعوية، أو تشديد القوانين لضبط انتشاره كمادة ترفيهية قد تكون قاتلة.
16/02/2025