بعد مرور سنتين تقريبا على الاعتداءات الإرهابية التي نفذها 10 جهاديين مغاربة في مدينة برشلونة يوم 17 غشت 2017، وبعد مرور أسبوعين تقريبا على تعيين الخبيرة في الشأن المغربي والمغاربي، باث إستيفانا، رئيسة مؤقتة لمركز الاستخبارات الإسبانية، خلفا ليفليكس بانس رولدان، فجرت تسريبات جديدة قنبلة من العيار الثقيل ترجح بشكل كبير فرضية أن يكون العقل المدبر للخلية المنفذة للاعتداء، الإمام المغربي عبدالباقي السطي، عميلا للمخابرات الإسبانية منذ سنة 2014، إلى أن لقي مصرعه يوما قبل الاعتداء في أحد البيوت التي كانت تُحضر فيها المتفجرات في بيت شاطئي بضواحي برشلونة.
كما تشير التسريبات ذاتها إلى أن المخابرات الإسبانية كانت تراقب وتتنصت على هواتف منفذي الاعتداء خمسة أيام قبل تنفيذه، وفق تقارير أمنية واستخباراتية وقضائية انفردت بنشرها صحيفة “بوبليكو” الإسبانية، مع الاعتماد على شهادات مخبرين وأخصائيين. إلى جانب رصد “بريد إلكتروني ميّت” كان يستعمله الإمام المغرب للتواصل مع المخابرات الإسبانية. المصدر ذاته يتساءل: لماذا تصر المخابرات الإسبانية على إخفاء علاقتها هذه مع عبدالباقي السطي؟ وهل يُعزى ذلك إلى الخوف من الكشف عن أي صلة محتملة باعتداءات برشلونة، كإمكانية أن يكون السطي موّل، بشكل غير مقصود- من المال الاحتياطي العام مقابل الخدمة التي يقدمها كعميل؟ كما يتساءل عن إمكانية أن تكون المخابرات الإسبانية توصلت إلى مؤشرات بخصوص تنفيذ اعتداءات محتملة؟ وهل خدع السطي المخابرات المغربية بلعب دور العميل المزدوج بالاشتغال معه ومع “داعش”؟
في هذا السياق، كشف المصدر ذاته أن “المكتب الوطني للاستخبارات الإسباني تعاقد مع السطي سنة 2014، مقابل عدم ترحيله من إسبانيا (إلى المغرب)”، كما أن المخابرات الإسبانية “ساعدته على أن يصبح إماما في مسجد بلدة الريبول، الذي كان يؤم ويخطب فيه”، قبل أن يستقطب 9 شباب مغاربة، أحدهم قاصر، من بين أبناء الحي نفسه، ويجندهم، حيث انتهى بهم المطاف إلى تنفيذ الاعتداء. وشرح المصدر قائلا: “في مارس 2012، بعد نقله من سبتة إلى سجن كاستيون بمدينة فاليسنيا لمحاكمته في قضية الاتجار في المخدرات، غير الإمام السطي سلوكه من إمام متطرف إلى أقل تطرفا، خوفا من ترحيله إلى المغرب. وفي أبريل من السنة نفسها بدأ يستقبل زيارات من عناصر تابعة للحرس المدني الإسباني. وبعدها بسنتين، تلقى زيارة رابعة لاستقطابه، الزوار في تلك المرة لم يكونوا سوى عناصر الاستخبارات الإسبانية، رغم أن هذه الأخيرة تنفي ذلك، علما أن التطور الإيديولوجي للسطي في ذلك السجن كان تحت المراقبة.
20/07/2019