عرفت مدينة السعيدية تراجعا كبيرا في عدد السياح والزوار المغاربة هذه السنة، ولم تنتعش الحركة إلا في الأيام التي تلت عيد الأضحى المبارك، حيث كانت “الجوهرة الزرقاء “كما يطلق عليها سكانها، تستقبل في السنوات الماضية أزيد من 400 ألف سائح خلال شهري يوليوز وغشت.
يقول أحد افراد الجالية المغربية ، إن “المدينة جميلة جدا وشاطئها ذهبي، لكن الأثمنة والأسعار خيالية، مما يجعل عددا من أفراد الجالية يفضلون قضاء عطلهم بإسبانيا أو تركيا حيث الأسعار مناسبة جدا، والمنتوج السياحي عالي الجودة”.
في حين رأى زائر من مدينة فاس أن ثمن كراء منزل وأسعار المطاعم والمقاهي والمواد الغذائية “لا تشجع السياحة الداخلية”، واستغرب من غياب المراقبة الفوضى التي تعيشها المدينة، حسب قوله.
ويؤيده مواطن آخر في الرأي بالقول: “كيف يعقل أن ثمن إيجار منزل قريب من الشاطئ يتجاوز 1200 درهم لليوم الواحد؟ وسعر قهوة عادية 50 درهما وكأس عصير 80 درهما بالمقاهي المطلة على البحر”، مضيفا أن الغلاء “الفاحش” حرم مدينة السعيدية من زوارها، وجعلها أغلى مدينة سياحية في المغرب.
بينما برر بعض أصحاب المحلات والمطاعم، خدماتهم المرتفعة الثمن، إلى عامل الركود الذي تعرفه المدينة طيلة السنة، يقول أحدهم للجريدة: “نشتغل فقط في الصيف، بينما الشهور والفصول الأخرى تنعدم فيها الحركة، وتصبح السعيدية خالية إن لم نقل ميتة، وهذا يدفعنا إلى رفع الأسعار لتغطية الخسائر وتسديد الفاتورة والضرائب”.
في حين طالب منعش اقتصادي من وزارة السياحة ومجلس جهة الشرق، بخلق بدائل لهذه المدينة حتى تستمر الحركة فيها طيلة السنة، حسب تصريح له لـ”العمق”.
ويُعتبر شاطئ السعيدية من أكبر وأنظف وأجمل الشواطئ المغربية، وفي محيطه العديد من الخدمات السياحية، مثل المخيمات، والفنادق، والإقامات السكنية.
ويبلغ طول شاطئ السعيدية أربعة عشرة كيلومترا، وهو بذلك أطول شاطئ في منطقة شمال أفريقيا، وثالث أطول شاطئٍ في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
19/08/2019