( افرحوا يا سكان الناظور “مدينة الفساد” بعيوي يرقص على نغمات معاناتكم ) .
على نغمات هذه الكلمات الرائعة “كل شيء راح مع الزمن ،كل شيء صار في خبر كان و النهاية في الحياة و مايدوم غير وجه الله الله حي بقي حي ديما حي. قررت ان نكون صاديقين مع انفسنا فهناك مسؤولون ومنتخبون فاسدون غارقون في جعل الناظور المجاهدة “مدينة فساد بامتياز” فإذا سألت أي شخص عن الفساد..فسيصدمك بجوابه بأن الفساد الآن، فاق ما كان يحدث في السابق، بات مثل الماء والهواء، وهو ينخر إدارات مسؤولين يكونون ثراواتهم بالنهب المقنن متحدين كل شئ …!
الحقيقة أن سبب تفشي الفساد بهذه الصورة االمرعبة يعود إلى أن الحاشية الناهبة، وخصوصا بعض المنابر الاعلامية،المحلية، الإسترزاقية التي تبارك خطوات المسؤولين الفاسدين. وحولتها إلي منظومة عمل، وإلى سياسة ربحية ، وقوانين مألوفة مازل المجتمع يواكبها حتي كتابة هذه السطور،مما يجعل الفاسدين يستمرون في فسادهم ونهب أموال الشعب، بل أنهم اخترعوا وابتكروا طرق ووسائل حديثة، إضافة إلى الطرق القديمة ليكون الفساد مزدوجاً ويؤتي ثمرته والمقصود هنا و بالواضح صفقات منعشي العقار و صفقات الجماعات و مهرجان المجون و العري مرورا بالضحك على الذمم بمهرجان الضحك و السينما بعلة خدمة الثقافة على ضفاف بحيرة مرتشيكا ،والمدينة المسكينة تستغيث من أجل اعمارها بمسرح يبدع فيه ابنائها وتجهيز المركب الثقافي بأبسط ضرورياته… ومما لا شك فيه أن كل اللصوص يتمادون في فسادهم من منتخبين ومسؤولين ما دام الصمت عنوانا للمرحلة، والسكوت علامة الرضى في مأثور الكلام، هذا الصمت الذي اغتنمه المفسدون وكأنه إشارة خضراء تبيح لهم الإتيان على اﻷخضر واليابس متخذين من “أنا ومن بعدي الطوفان” شعارا لهم بل شجعهم على الإكثار منه والتفنن فيه.
.
انقلبت معايير الارتقاء في المجتمع الناظوري، فحينما يسيس مجال العمل، فلا مكان للكفاءات، ولا وجود لقواعد تبنى عليها القيم المهنية الصحيحة التي يلتزم بها أعضاء المهنة الواحدة، بسبب نفوذ مسؤول هنا وهناك وسطوته، أو عدم تمتع بعض المسؤولين بالاستقلالية الذاتية والقوة الكافية قي قيادتهم لمناصبهم الرسمية، وهم في قمة السلطة، فالفساد بالتالي سيكون باختيارهم وإرادتهم لغياب المعايير الموضوعية في اتخاذ القرارات، وغياب الشفافية في الإجراءات المتبعة، وغياب الخصائص البطولية الملهمة التي يجب أن تتمتع بها الشخصيات التي تسيير الشأن العام المحلي بهذه المدينة، حتى يحظوا باحترام حقيقي من الناس والمواطنين.
لذلك لن تكون هناك تنمية ولا منجزات كبرى على غرار ( المركب الرياضي بالعروي ، المستشفى الاقليمي بسلوان ، المسرح الاقليمي بالناظور …..) مادام هناك لغة تصفية الحسابات السياسية على ظهر معاناة الساكنة بين البرلمانين و اعضاء المجالس المنتخبة ، ولن تكون تنمية مادام هناك إقصاء للكفاءات والتقليل منها في المناصب القيادية بدلا من الإكثار منها في مختلف المواقع، ومحاربة الناجحين وتصعيب الأمور عليهم، بدلا من الأخذ بيدهم ومنحهم الفرصة لتطوير مجالات عملهم للارتقاء بهذه المدينة العقيمة وتطويرها وإنقاذها من براثين الفساد المقنن ، سواء سياسيا أو ماليا أو حتى إداريا، والتي عشش فيهاالفساد.
والحقيقة أن السلاسل المتتالية لمسؤولي تسيير الشأن العام المحلي والمقصود المجلس البلدي و المجلس الإقليمي بالإضافة الى مسانديهم بالدولة العميقة ، غارقون في إثم إحالةالناظور إلى “مدينة فساد” مع سبق الاصرار والترصد. .. فهم لم يجرموا على الدستور والقوانين فقط، بل باتوا يشرعون له ويحصنوه في سلسلة قوانين تجعل أهل الفساد محل أهل الكفاءة.. وأصبح توزيع المناصب والأرزاق مرهونة بالعمل لصالح أجهزة “ما”، وشرطا للترقي الى المناصب.
10/11/2018