شهدت القمة الروسية الإفريقية الثانية، التي تحتضنها سان بطرسبورغ، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “مواجهة” بين الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمان، الذي ألقى كلمة باسم رئيس الجمهورية تبون، وبين رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش، الذي يمثل الملك محمد السادس في هذه القمة، وذلك بسبب ملف الصحراء.
وفي الوقت الذي تغيب فيه جبهة “البوليساريو” عن القمة بسبب عدم دعوتها من طرف روسيا، باعتبارها ليست دولة تحظى باعتراف الأمم المتحدة أو موسكو، فإن الوزير الأول الجزائري تولى الدفاع عن أطروحتها الانفصالية، مبرزا أن بلاده ستستمر في الدفاع عن “القضية الصحراوية”، التي وصفها بـ”العادلة” وربطها مجددا بالقضية الفلسطينية.
وتحدث بن عبد الرحمان، في ختام كلمته، عن دعم بلاده لما أسماه “محاربة الاستعمار واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها”، في إشارة إلى قضية الصحراء، كما شدد على “الدعم الراسخ” للجزائر لجبهة البوليساريو وأطروحتها الانفصالية.
وفي المقابل، دافع أخنوش عن الوحدة الترابية للمغرب، وعن إيمان المملكة بضرورة احترام الوحدة الترابية للدول، أمام الرئيس الروسي، معتبرا أن هذه القمة تنعقد في سياق دولي مضطرب وغير واضح المعالم، يطبعه عدم الاستقرار وتـزايد حدة الصراعات والتـوتـر في عدة مناطق من العالم.
وأبرز أخنوش أن هناك محددات جوهرية وأساسية يـنبني عليها موقف المغرب فيما يتعلق بالأزمات الراهنة، ويتعلق الأمر بحسبه باحترام الوحدة التـرابية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، واحترام مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، والتـشبث بالطرق السلمية لحل النزاعات وتجنب استعمال القوة.
وقال أخنوش إن وضع القارة الإفريقية ومستقبلها أضحى، في ظل رؤية الملك محمد السادس، أولوية محورية للسياسة الخارجية المغربية، مضيفا أن الرؤية الملكية تنطلق من أن إفريقيا تتوفر على إمكانات بشرية وطبيعية هائلة، وتطمح بشكل مشروع إلى تحديد دورها ومصالحها في علاقتها مع بقـية دول العالم بطريقة مستقلة وسيادية، وأورد “يحق لدول قارتنا، باستـقـلالية تامة، أن تحـدد طبيعة الشراكات الاستراتيجية التي تـعتـزم إقامتها مع مختـلف التجمعات والقوى الدولية الفاعلة، بما يراعي مصالحها الحيوية”.
وأبرز رئيس الحكومة أيضا أن العلاقات المغربية الروسية “تعززت بشكل كبير” منذ زيارة لموسكو في عام 2016، موردا أنه تم خلال تلك الزيارة “إرساء شراكة استراتيجية مـعمقـة، تهم مجموعة واسعة من مجالات التعاون، من بينها الزراعة والطاقة والصيد البحري والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتعليم العالي”.
متابعة :
28/07/2023