اقتحم المقدم أنطونيو تيخيرو مولينا في 23 فبراير عام 1981 ومجموعة من ضباط الحرس المدني قاعة البرلمان الإسباني. صعد إلى المنصة والمسدس بيده وصاح: “انبطحوا على الأرض، الانقلاب بدأ”.
قبل 43 عاما من الآن نفذت مجموعة من الضباط القوميين اليمينيين آخر محاولة للاستيلاء على السلطة واستعادة نظام الجنرال فرانكو الذي كان فرض حكما عسكريا دكتاتوريا على إسبانيا من عام 1939 إلى عام 1975.
كان البرلمان الإسباني منعقدا في ذلك الوقت في محاولة تالية للتصويت وانتخاب رئيس وزراء جديد، إلا أن مجموعة من ممثلي النخبة العسكرية الإسبانية من الشرطة والجيش سيطرت على البرلمان وحاولت إعادة ساعات الزمن إلى الوراء.
إسبانيا كانت تعيش في ذلك الوقت أكثر من ست سنوات من دون الجنرال فرانكو الذي حكم البلاد لمدة ستة وثلاثين عاما إلى أن توفى في عام 1975، ليتولى إثر ذلك الملك خوان كارلوس عرش البلاد.
محاولة الانقلاب الثانية: تيخيرو مولينا
كان المقدم أنطونيو تيخيرو مولينا يبلغ حينها من العمر 49 عاما، وكان مؤيدا للآراء اليمينية المتطرفة ومناهضا للشيوعية، وكانت وفاة الجنرال فرانكو بمثابة ضربة قوية له، كما أن معاناته تواصلت بعد تغيير النظام نتيجة لسلوكه حيث واصل عمله في سلك الشرطة بإقليم الباسك حيث ترأس منذ عام 1974 قيادة أحد مقرات الحرس المدني الإقليمية.
تيخيرو مولينا قرر الانتقال بعيدا عن الباسك إلى ملقة، وتعرض لاعتقالات تأديبية في ثلاث مناسبات، وهو ما كان بمثابة إهانة لهذا الضابط المتطرف.
محاولة الانقلاب الثالثة والنهاية
نقل مولينا خلال تلك الفترة من خدمته في سلك الدرك بين عدة مدن، ثم نُقل إلى العاصمة مدريد، وقرر مع مجموعة من الضباط الآخرين الانقلاب على النظام القائم، ونفذوا محاولة في نوفمبر عام 1978، إلا أن المحاولة فشلت واعتقل تيخيرو مولينا ووضع في السجن لمدة سبعة اشهر.
في المحاولة الانقلابية الثانية في عام 1981، أعلن مولينا أمام البرلمان، ومسدسه في يده، أن هيئة إدارة عسكرية جديدة ستتشكل في المستقبل القريب وأنها ستستلم جميع السلطات في البلاد، مؤكدا أن كل ما يحدث يتم فقط من أجل مصلحة البلاد.
نزل إثر ذلك سكان العاصمة مدريد إلى الشوارع للتعبير عن دعمهم للملك والوقوف ضد الانقلابيين. كل ذلك أسهم في إجهاض الانقلاب ولم يجد مالينا مخرجا إلا إطلاق سراح النواب الذين كان يحتجزهم والاستسلام.
النهاية والمحاكمة
بدأت محاكمة الضباط الانقلابيين في فبراير عام 1982، وتمت إدانة 30 متورطا في محاولة الانقلاب الفاشلة، وكان بينهم 12 جنرالا وضابطا رفيعا في القوات المسلحة، و17 ضابطا في الحرس المدني ومدني واحد.
المقدم تيخيرو مولينا وكان الشخصية الانقلابية الرئيسة في تلك المحاولة الفاشلة، بقي بعد إطلاق سراحه على آرائه السابقة، ثم اعتزل لاحقا الحياة العامة وقرر عدم التواصل مع وسائل الإعلام، وانتهى بتلك المحاولة عهد الانقلابات في إسبانيا.
27/02/2024