يسود ارتياح واسع في الجزائر إزاء المخرجات الباهتة للزيارة الرسمية التي خص بها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه المغرب مطلع الأسبوع الجاري، والتي لم تحمل أي جديد يذكر بشأن موقف باريس من قضية الصحراء المغربية، بل مجرد تأكيد على دعمها لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء، والذي لا تتصور الرباط أي حل خارجه لإنهاء هذا النزاع.
ويظهر هذا الارتياح الأقرب إلى الانتشاء بشكل واضح في ما كتبته صحيفة “الشروق” التابعة للجيش والمقربة من حكام “المرادية”، حينما قالت في مقال لها إن “وزير الخارجية الفرنسية يخيب آمال النظام المغربي في الرباط”، معتبرة أن السلطات الفرنسية تفادت ما وصفته بـ”التهور” الذي وقع فيه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة المغربية.
سانشيز، الذي تعرض غداة حلوله بالمغرب الأربعاء الفارط إلى هجوم جزائري قوي، كان قد جدد التأكيد من الرباط على موقف الحكومة الإسبانية المعبر عنه في البيان المشترك المعتمد في 7 أبريل 2022، والإعلان المشترك الصادر في ختام الدورة الـ 12 للاجتماع رفيع المستوى المغرب إسبانيا المنعقد في 2 فبراير 2023، مشددا على أن موقف بلاده من قضية الصحراء قد تم التعبير عنه بوضوح في هذين الإعلانين، اللذين يعتبران مخطط الحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية هذا الخلاف.
ومنذ ظهور بوادر الانفراج في العلاقات بين الرباط وباريس بعد أزمة دبلوماسية غير مسبوقة؛ ساد توجس وقلق في الجارة الشرقية للمملكة التي لا تنظر بعين الرضا لأي تقارب مغربي فرنسي قد يتوج بإعلان “الإليزيه” اعترافه بمغربية الصحراء على غرار إسبانيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعني في المحصلة إقبار الطرح الانفصالي.
ولم تخلُ أحيانا مواكبة “البروباكندا” الجزائرية لآفاق الشراكة الفرنسية المغربية من رسائل تحذيرية وأحيانا تهديدية، توجسا من أن تعيد باريس سيناريو مدريد، إذ عمد بعضها إلى التحذير من أن أي تغيير من جانب باريس مهما كان مستواه في قضية الصحراء، سينتهي بإعادة النظر في العلاقات الفرنسية الجزائرية وإعادتها إلى المربع الأول.
كواليس الريف: متابعة
28/02/2024