أعلنت الجزائر، اليوم الخميس،إتاحة المجال أمام شركة “إكسون موبيل” الأمريكية من أجل التنقيب عن النفط داخل أراضيها، وذلك بناء على اتفاقية أعلن عنها مجمع “سوناطراك”، غير أنها تأتي تنفيذا لقرار سياسي صادر عن حكومة البلاد، في سياق استخدام مواردها النفطية لجني مكتسبات دبلوماسية، خصوصا في قضية الصحراء.
ووقعت “سوناطراك”، اتفاقية مبدئية مع الشركة الأمريكية للنفط والغاز “إكسون موبيل” بغرض تطوير التعاون بين الطرفين على امتداد سلسلة القيم في الجزائر في مجال استكشاف وإنتاج المحروقات، وهو ما يترجم عمليا إلى قيام الشركة الأمريكية بعمليات التنقيب داخل الجزائر.
وقالت “سوناطراك” إن هذه الاتفاقية تسمح للشركاء “بدراسة الفرص المتاحة بهدف تطوير الموارد من المحروقات في كل من حوض اهنات وحوض قورارة، مع التركيز على التميز العملياتي والابتكار التكنولوجي واحترام البيئة و أفضل الممارسات في مجال الاستدامة”، أي ان “إيكسون موبيل” ستتحول إلى منتج ومصدر للنفط الجزائري.
وجرى التوقيع على الاتفاقية من طرف نائب الرئيس المدير العام ل “سوناطراك” المكلف بتطوير الأعمال والتسويق، فرحات أونوغي، ونائب الرئيس المكلف بالاستكشاف والفرص الجديدة لإكسون موبيل، جون أرديل، وجرت مراسيم التوقيع بمقر المديرية العامة للمجمع، تحت إشراف الرئيس المدير العام لسوناطراك، رشيد حشيشي، وممثلين عن الشركة الأمريكية.
غير أن قرار التعاقد مع “إيكسون موبيل”، لا يعود إلى اليوم، في يناير الماضي استقبال وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، ودا من الشركة الأمريكية، يترأسه جون أرديل، الذي تولى توقيع الاتفاقية والمكلف الأول عن قطاع اكتشاف الموارد الجديدة في الشركة، وحينها تحدث الوزير الجزائري عن “الفرص المهمة للاستثمار والشراكة” التي توفرها بلاده.
وتطرق عقراب إلى إمكانيات التنقيب عن المحروقات وتطويرها واستغلالها في إطار القانون الجديد للمحروقات الذي يوفر العديد من التسهيلات والمزايا للمستثمرين، مبرزا أن استراتيجية القطاع تقوم على “بعث استثمارات مهمة تهدف إلى الرفع من إنتاج وتحويل وتسويق النفط والغاز الطبيعي، بغرض تلبية الحاجيات الوطنية وكذا تقوية القدرات التصديرية، لتأكيد التزامات الجزائر مع شركائها الأجانب”.
تقديم الدولة الجزائرية لـ”كل التسهيلات” لفائد الأمريكيين، كما أعلن عن ذلك وزر الطاقة، يأتي في سياق يحاول فيه قصر المرادية لعب ورقة الموارد الطاقية في البلاد لجني مُكتسبات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعد شركة “سوناطراك” بدورها فاعلا في مجال تمويل جماعات الضغط هناك .
وتعمد الدولة الجزائرية إلى توقيع عقود تمكن الشركات الأجنبية امتيازات كبيرة في مجال النفط والغاز، في ارتباط بمساعيها لكسب تأييد الفاعلين الاقتصاديين دوي التأثير على أعضاء الكونغرس الأمريكي، على أمل الحصول على مواقف سياسية داعمة للرؤى الجزائرية بخصوص عدة قضايا، وخصوصا ملف الصحراء بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على المنطقة أواخر 2020.
كواليس الريف: متابعة
23/05/2024