تشهد المملكة المغربية حالياً مناورات “الأسد الأفريقي” العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة، وهو ما أثار استياء النظام الجزائري الذي اعتبرها “خرقاً للقانون الدولي” و”تهديداً لأمنها القومي”. وفقاً لوسائل إعلام جزائرية، عبّر الجيش الجزائري عن “استيائه” من هذه المناورات، واصفاً إياها بأنها “استفزازية” وتهدف إلى “زعزعة الاستقرار في المنطقة”. كما نقلت وسائل الإعلام عن مصادر عسكرية جزائرية تأكيدها أن “الجزائر لن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي”.
وفي المقابل، قلّلت وسائل إعلام مغربية من أهمية ردود الفعل الجزائرية، مؤكدة أن مناورات “الأسد الأفريقي” تهدف إلى “تعزيز التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة” و”مكافحة الإرهاب” و”الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة”. هذا التأكيد يأتي في سياق تطورات متلاحقة تعكس التوتر المتزايد بين البلدين.
رداً على مناورات “الأسد الأفريقي” أو “أفريقيا-ليون”، أجرى الجيش الجزائري مناورات عسكرية تحت اسم “شهاب 2024” بالقرب من الحدود مع المغرب، بإشراف قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق سعيد شنقريحة. وأكد شنقريحة أن هذه المناورات تهدف إلى “اختبار قدرات الجيش الجزائري ورفع جاهزيته القتالية”. ووفقاً لمراقبين، فإنّ هذه المناورات تعكس تصاعد التوتر بين البلدين وتثير مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية.
في هذا السياق، يرى بعض المحللين أن مناورات “الأسد الأفريقي” و”شهاب 2024″ تحمل رسائل متبادلة بين المغرب والجزائر. فمن جهة، تسعى المغرب من خلال “الأسد الأفريقي” إلى تعزيز قدراتها العسكرية وتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة. ومن جهة أخرى، تشير مناورات “شهاب 2024” إلى أن التحركات المغربية أثارت ردود فعل قوية في الجزائر. وفي ظل هذه التوترات المتصاعدة، دعا بعض المراقبين والسياسيين في المنطقة إلى التهدئة والحوار بين البلدين لتجنب الانزلاق إلى صراع عسكري، محذرين من مخاطر تصاعد التوتر على الاستقرار في المنطقة ككل.
27/05/2024